كثّف الكرملين تحركاته لضمان انعقاد لقاء آستانة في موعده المقرر، فيما ترددت معطيات في روسيا أمس عن احتمال تنظيم لقاء لمعارضين سوريين في موسكو قبل نهاية الشهر الجاري بهدف وضع «لائحة موحدة للمعارضة السورية إلى محادثات جنيف» التي ستُجرى الشهر المقبل. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كثّف اتصالاته أمس في إطار التحضير للمفاوضات السورية في آستانة، مشيراً إلى أنه أجرى محادثات مع نظيريه الكازاخي نور سلطان نزاربايف والتركي رجب طيب أردوغان. وتناول البحث مع الطرفين «الجهود المشتركة لتثبيت وقف النار وإنجاح اللقاء المقرر في 23 من الشهر الجاري». ولفت بيان أصدره الكرملين إلى أن بوتين وأردوغان أبديا ارتياحاً لأن «اتفاق وقف النار يتم الالتزام به في شكل عام في سورية وبعض الخروقات لا تهدده»، واتفقا على «مواصلة الجهود المشتركة للتحضير للمفاوضات السورية - السورية في آستانة». وجاء تسريع وتيرة التحركات في «مسعى للالتزام بالموعد الذي أعلنته موسكو لتنظيم اللقاء، بعد تزايد الشكوك حول توافر ظروف ميدانية وسياسية لإنجاحه، ما بات يرجح احتمال تأجيله لأسبوع على الأقل» وفق ما قال ل «الحياة» أمس مصدر روسي. لكن الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا شددت أمس على أن موسكو «ما زالت تنطلق من هذا الموعد في تحضيراتها»، مشيرة إلى حوارات مكثفة تجرى مع الأطراف المختلفة لضمان نجاح ترتيب اللقاء. وكان لافتاً أن وكالة «سبوتنيك» الرسمية نقلت عن مصادر في المعارضة السورية القريبة من موسكو أن ترتيبات تجرى لعقد لقاء لشخصيات معارضة سورية في موسكو في 26 و27 من الشهر الجاري. واعتبر رئيس جبهة التحرير والتغيير قدري جميل «الاقتراح الروسي بترتيب هذا اللقاء خطوة جدية لتشكيل وفد موحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف» فيما أعلنت الوكالة أن الرئيس السابق ل «الائتلاف» أحمد الجربا سيزور موسكو بين شخصيات عدة للمشاركة في هذا الحوار، من دون أن توضح ما إذا كان مرتبطاً بلقاء آستانة. ميدانياً، جددت زاخاروفا أمس تأكيد أن وقف النار «لا يشمل المجموعات الإرهابية التي تسيطر على منطقة وادي بردى»، وقالت أن ما يحدث في ريف دمشق «يؤكد مرة أخرى خطأ اعتبار الإرهابيين معارضة معتدلة». في الأثناء، نفى الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف صحة معطيات عن شروع موسكو في تعزيز القوات الروسية في سورية، عبر إرسال مجموعة جديدة من الطائرات المقاتلة. ولفت إلى أن مقاتلات روسية من طراز «سوخوي 25» وصلت إلى قاعدة حميميم في إطار تبديل القوات وحلت مكان مقاتلات من طراز «سوخوي 24» سحبتها موسكو أخيراً.