فُرضت اجراءات أمنية مشددة في مقديشو أمس، فسارت دوريات لجنود مدججين بالسلاح وأُغلقت المدارس والمحلات التجارية والطرق، عشية انتخابات رئاسية اُرجئت مرات عدة بينما تريد السلطات تجنب أي هجوم جديد لحركة الشباب المتشددة. وكان تفجير سيارتين مفخختين في فندق يرتاده سياسيون قرب البرلمان أسفر عن سقوط 28 قتيلاً، في 25 كانون الثاني (يناير) الماضي. وسيتولى انتخاب الرئيس 275 نائباً و54 عضواً في مجلس الأعيان انتُخبوا أخيراً في اقتراع نُظم على دورات عدة بسبب الظروف الأمنية في قاعة بمطار مقديشو الذي تحميه بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال ويُعد المكان الأكثر أماناً في العاصمة الصومالية، إذ يضم خصوصاً مكاتب للأمم المتحدة وسفارات. ودعا رئيس بلدية المدينة السكان إلى البقاء في بيوتهم بينما أُغلقت طرق رئيسية بأكياس رمل ونفّذ جنود مدججون بالسلاح دوريات في الشوارع. ولا تبدو نتيجة اقتراع اليوم محسومة، نظراً إلى أن العشائر يمكن أن تغير استراتيجياتها خلال دورات التصويت. يُذكر أن كل المرشحين ال22 من الرجال، وقد دفع كل منهم رسم تسجيل يبلغ 30 ألف دولار، لكن بعضهم أكثر شهرة من الآخرين، مثل الرئيس الحالي حسن شيخ محمود (61 سنة) الأستاذ الجامعي السابق والناشط في المجتمع المدني والمنتمي إلى قبيلة الهوية، وسلفه في المنصب شريف شيخ أحمد (52 سنة) الذي ينتمي إلى القبيلة ذاتها، والذي كان رئيس المحاكم الشرعية الإسلامية في الصومال التي انبثقت عنها حركة الشباب. أما المرشحون الآخرون لقبيلة دارود الكبيرة الأخرى، فهم رئيس الوزراء الحالي عمر عبد الرشيد علي شرماركه (56 سنة) ورئيس الوزراء السابق محمد عبد الله محمد «فرماجو» (55 سنة). والرجلان مزدوجا الجنسية وعاشا في كندا والولايات المتحدة على التوالي. ويشهد الصومال منذ حوالى 3 عقود حالة من الفوضى والعنف مع انتشار الميليشيات القبلية والعصابات الإجرامية والجماعات المتشددة. ويعود تاريخ آخر انتخابات ديموقراطية فعلية إلى حوالى 50 سنة، أي في العام 1969. وحذر مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة الأسبوع الماضي من «مجاعة محتملة» بسبب الجفاف القاسي هذه السنة ويهدد 3 ملايين صومالي بمجاعة. ويخشى العاملون في القطاع الإنساني بعد موسمين من الأمطار القليلة، عودة جفاف يشبه الموجة المدمرة التي حدثت بين العامين 2010-2011 وأسفرت عن موت 250 ألف شخص. وذكر مكتب الشؤون الإنسانية أن الأمراض والنزاع تندرج بين أسباب «المعاناة» المستمرة في الصومال، لكن «تأثير موجة الجفاف هذه يشكل تهديداً بمستوى وقوة مختلفين».