شن إسلاميون متشددون أول هجوم كبير منذ سنوات على مجمع تابع للأمم المتحدة في العاصمة الصومالية مقديشو أمس الأربعاء، ووجهوا ضربة للمكاسب الأمنية الضعيفة التي سمحت بعودة عمال الاغاثة الأجانب والديبلوماسيين. وفي حين قالت الحكومة الصومالية إن الهجوم أسفر عن قتل 22 شخصاً، بينهم أربعة أفراد أمن أجانب، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ان المنظمة الدولية «لن تدع (هذا الهجوم) يردعها عن اداء مهمتها». وطلب بان الموجود في الصين «بالحاح من الرئيس ضمان حماية طاقم الأممالمتحدة والتنسيق في شكل وثيق مع قوة الاتحاد الافريقي في الصومال ومع ممثله الخاص في مقديشو». وأعرب الأمين العام عن «قلقه البالغ وصدمته لهذا الهجوم الشائن على الاممالمتحدة». وذكرت مصادر الأممالمتحدة أن سيارة ملغومة انفجرت خارج بوابة مكتب برنامج الأممالمتحدة الانمائي في مقديشو قبل أن يسارع المهاجمون بدخوله ويفتحوا النار على حراس الأمن. وأعلنت «حركة الشباب» المتشددة التي لها صلة ب «القاعدة» مسؤوليتها عن الهجوم. وكتبت على حساب تابع لها على موقع «تويتر» ان «بعض «الكفار البيض» الذين حاولوا قتال المجاهدين داخل المكاتب قُتلوا وتم رميهم في اتجاه المجمع». وقالت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي التي ارسلت جنودها وعربات مدرعة إلى الموقع ان المجمع يخضع لسيطرة قوات صديقة بعد معركة بالأسلحة النارية قال شهود انها استمرت أكثر من 90 دقيقة. وشن متشددون هجمات قنابل وأخرى مماثلة على مستوى أقل على قواعد تابعة للامم المتحدة في الماضي لكن لم يشن هجوم بهذا الحجم من قبل. كما أن هذا أول هجوم كبير على مقار الأممالمتحدة تشنه «حركة الشباب» منذ طردها من مقديشو في قتال مع الاتحاد الافريقي والقوات الحكومية الصومالية قبل نحو عامين. وقال مسؤول في الأممالمتحدة إن دولاً غربية كانت تحرص على دعم الحكومة الصومالية قللت من شأن المخاطر التي تفرضها «حركة الشباب» وقدرتها على اختراق قوات الأمن ومهاجمة العاصمة. وقال المسؤول الذي يتابع شؤون الصومال عن كثب: «هذا جزء من تداعيات المبالغة في التفاؤل في بعض الدول الغربية التي طغت على الحاجة للنظر الى المشاكل الأعمق قبل تنفيذ أي مهمة للأمم المتحدة». وفتحت بريطانيا سفارة في منطقة مطار مقديشو في نيسان (ابريل) لكنها قالت ان تهديد المتشددين باق. وبدأت وكالات الأممالمتحدة في الاونة الأخيرة فقط بناء مكاتب وارسال موظفين دوليين الى الصومال بعد التحسن النسبي في الأمن. ويبعد مكتب برنامج الأممالمتحدة الانمائي مئات الأمتار عن مطار المدينة المحصن والذي يعتبر القاعدة الرئيسية لقوة حفظ السلام الافريقية التي تقاتل الإسلاميين المتشددين في الصومال. وفي جوهانسبورغ، أعلنت شركة أمن جنوب افريقية ان إثنين من موظفيها قُتلا في هجوم مقديشو وانهما كانا يعملان لمصلحة الأممالمتحدة في مهمة ازالة الألغام.