بقي الإفراج عن السفير الأردني المخطوف في ليبيا فواز العيطان معلقاً حتى «إشعار آخر» مع نفي حكومة طرابلس مجدداً تسلم موقوف ليبي مدان بالإرهاب في الأردن. ومع تأكيد محامي الجماعات الإسلامية في الأردن موسى العبد اللات ل «الحياة»، أن السلطات رحلت الجمعة إلى طرابلس الليبي محمد سعيد الدرسي، الشهير ب «أبو عزام الليبي»، والمدان أمام محكمة عسكرية أردنية بالإرهاب، مقابل الإفراج عن سفيرها في طرابلس المختطف منذ حوالى 15 يوماً، تحدث الناطق باسم الخارجية الليبية عن إمكانية ترتيب الأمر بين أجهزة استخبارات أو عشائر في البلدين لاسترداد الدرسي مقابل الإفراج عن السفير، من دون معرفة الوزارة. وقالت مصادر من التيار السلفي الجهادي الأردني ل «الحياة» إن «الدرسي اختفى من مهجعه في سجن الموقر منذ ليل الخميس الماضي». في حين قال العبد اللات، وكيل الدرسي: «إن موكلي غير موجود حالياً في السجن الأردني... لقد رحل إلى ليبيا فجر الجمعة، لمبادلته مع السفير العيطان». ورفض كشف المصادر التي أكدت له ترحيل موكله. وقال زعيم السلفيين الجهاديين في جنوبالأردن، محمد الشلبي الشهير ب «أبو سياف»، ل «الحياة»: «إن الدرسي ينام الآن في ليبيا، ومن المفترض أن يفرج عن السفير الأردني المختطف في غضون ساعات، وربما أيام قليلة حاسمة». والشلبي له اتصالات مع التيارات السلفية القريبة من تنظيم «القاعدة»، والمنتشرة في المنطقة العربية، وسجن سابقاً في الأردن لاتهامه بالإرهاب. وكانت مصادر أردنية أكدت سابقاً أن «هناك اتصالات مكثفة أجريت بين السلطات الأردنية وزعامات عشائرية ليبية، لإبرام التفاصيل الفنية المتعلقة بنقل الدرسي إلى ليبيا، على أن يُطلق سراح العيطان حال وصول المعتقل الليبي إلى بلاده». وحتى يوم أمس، رفضت السلطات الأردنية التعليق على خبر إطلاق الدرسي، وكان لافتاً أنها لم تنف الخبر أو تؤكده. واكتفت بتصريح مقتضب على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية صباح الرافعي، قال فيه: «سيتم إعلان أي معلومات مرتبطة بقضية السفير العيطان بحسب مقتضى الحال، وبما يراعي الاتصالات الجارية في شأن القضية». وفي طرابلس أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الليبية أمس في اتصال مع «الحياة»، عدم صحة تسلم السلطات الليبية الدرسي. وقال: «إن ما أثير حول ذلك مجرد تسريبات لا يُعتد بها، لأن مصادرها غير محددة، وإن السلطات الليبية الرسمية لم تتسلم الدرسي بعد». غير أنه لم ينف وجود اتصالات في شأن الاستفادة من اتفاقية الرياض في شأن تبادل المحكومين. ولم ينف أيضاً احتمالات وجود اتصالات بين أجهزة الاستخبارات أو عشائر في البلدين لكنه قال: «إذا كانت هناك اتصالات من هذا النوع فهي ليست رسمية... ومن دون تنسيق مع وزارة الخارجية». وكان جهاز الاستخبارات الأردنية اعتقل الدرسي في 2006 مع عراقيين اثنين في منطقة جبل الحسين (وسط عمان)، ووجه إليه إضافة إلى 3 عراقيين وسعودي، فارين من وجه العدالة، تهمة «الضلوع في مؤامرة إرهابية تستهدف تفجير مطار الملكة علياء الدولي»، وهي التهم التي دانته بسببها محكمة عسكرية بالسجن المؤبد.