بروح الإبداع والثقافة التي يمثّلها الشباب واقعاً، انطلق مساء أول من أمس، مهرجان «تاء الشباب» الثامن في مدرسة الهداية الخليفية في مدينة المحرق البحرينية بشعار «تنقيب – تجريد – تحليل»، وذلك في حضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة «هيئة البحرين للثقافة والآثار» التي قالت: «ثمان سنوات ورهاننا على الشباب ما زال يكبر، لأنهم آمنوا بالثقافة وسيلة لبناء الأوطان»، مؤكدة أن حفظ التراث البحريني الذي تكرس هيئة الثقافة من أجله عاماً كاملاً، يبدأ بتمسّك الشباب البحرينيين بإرثهم العريق وقدرتهم على صناعة نشاط يصل الحاضر بالماضي والمستقبل. وشكرت مؤسسة «تمكين» لدعمها مهرجان «تاء الشباب» ووضع ثقتها بقدراتهم وإبداعهم، وقالت: «هذا هو استثمارنا الحقيقي في مستقبل الثقافة وهذه هي بنيتنا التحتية الثقافية وهي نتاج تكاتف جميع الجهات وثمرة الحرص المشترك ما بين جميع المعنيين بالتنمية الثقافية لمجتمعنا المحلي». كما أشارت إلى أن «روح الراحل محمد البنكي، مؤسس المهرجان، حاضرة في تاء الشباب ونشاطاتهم المختلفة»، متوجّهة بالشكر إلى كل من ساهم في حفظ وتعزيز هذا المشروع الذي يميّز الحراك الثقافي لمملكة البحرين. ويتوافق عمل مهرجان «تاء الشباب 8» الذي يرأس لجنته التنظيمية إيلي فلوطي وتحل فيه الإعلامية عائشة الشاعر في منصب المنسق العام، مع شعار «هيئة البحرين للثقافة والآثار» لعام 2017 «آثارنا إن حكت». وفي هذا الإطار قدّم المهرجان خلال حفلة الافتتاح عملاً موسيقياً مسرحياً باسم «سيرة تُروى»، لخّص فيه مسيرة الإبداع في «تاء الشباب» على مدى سنواته الثمان وعبّر عن كون التاء مشروعاً لا ينتهي، بل هو «الجسر الذي يربط المستقبل بالماضي والحاضر». وعمل على تأليف العمل المسرحي الموسيقي الإعلامية مريم فقيهي وأخرجه فهد زينل، وكتب القصائد المغناة فيه الشاعر فواز الشروقي، كما عمل محمد الحسن على التأليف الموسيقي وغنّاه الفنان الشاب خالد العبدالله. ويضم مهرجان «تاء الشباب» هذا العام سبع مبادرات هي: (كلنا نقرأ) المعنيّة بغرس حب القراءة ويشارك فيها عدد من الأدباء وكبار المفكّرين، (درايش) التي تعكس ما تشتغله المبادرة من تركيز على العمارة وما تحتويها من إبداع وثقافة، (حفاوة) التي تحتفي بأهم القامات الفكرية في العالم وتدشن في كل عام كتاباً حول شخصية ثقافية بعنوان «أطياف»، (تكنيك) التي تستوعب الثقافة التكنولوجيّة والمتغيّرات التقنية في عصر السرعة، (مسرح) التي تواصل اشتغالها في نشر الثقافة المسرحيّة، (حياة) التي تنطلق بفكرتها عن مقدرة الشباب على اختيار نمط حياتيّ أجمل وأفضل، وأخيراً مبادرة (هارموني) التي تهتمّ بإحياء ثقافة الموسيقى الهادفة والتي ترتقي بالمشهد الثقافي العام. كما يواصل المهرجان تأسيسه لطاقات الشباب المتطوّع عبر لجنتي العلاقات العامّة والإعلام اللتين تعملان على تدريب المشاركين فيهما من خلال ورش عمل متنوّعة يقدّمها عدد من الخبراء والمختصّين. واعتاد روّاد المهرجان على نشاطه خلال شهر أيلول (سبتمبر)، ولكن هذا العام يأتي في شباط (فبراير) تعزيزاً للنشاط الثقافي الحاصل خلال هذه الفترة.