نجاح تجربة مهرجان "تاء الشباب" في مملكة البحرين، تستحق الالتفات والتوقف. مبادرةٌ انطلقت عام 2009 بفكرة أطلقها الناقد الراحل محمد البنكي، وتبنتها وزارة الثقافة البحرينية لتتيح قدرا أوسع لشباب الثقافة والفنون في المجتمع. الفعاليات لم تنحصر كما هو معتاد في دوائر نخبوية معزولة بل انفتحت على الناس في الشوارع والمجمعات التجارية، من هنا كانت استضافة الكتاب والأدباء والفنانين من البحرين والعالم العربي، تقام في المجمعات وليس في الصالونات الثقافية، في نشاطات يشرف عليها وينظمها أعضاء "تاء الشباب" الذين يعودون مجددا في شهر سبتمبر القادم ليواصلوا ما بدؤوه منذ ستة أعوام، تحت شعار "تأصيل... تنوير... تأثير". مهرجان تاء الشباب، عقد مؤتمراً صحافياً مساء الاثنين لإعلان فعاليات وبرامج المهرجان في نسخته السابعة، والذي يقام ما بين 1 و19 سبتمبر. خلال المؤتمر الصحفي أعربت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية عن فخرها واعتزازها بالمنجز الثقافي الذي حققه مهرجان تاء الشباب، مشيدةً "بالاندماج الرائع من الشباب في قلب الأحداث الثقافية وهو ما يؤكد لنا أن هنالك صلة ما بين قدرة الأوطان على الإنجاز الحضاري ومشاركة شبابها فيه". وأكدت آل خليفة أن "تاء الشباب" لا تتوقف إبداعاته، وفي كل عام لديه الجديد، وقالت: "سبعة أعوام ورهان تاء الشباب لا يزال قائما... هذه التجربة بألفتها وتألقها تساعدنا من خلال المختبرات الشبابية على أن نبصر طريق المستقبل"، مضيفة: "هذا التمرير الثقافي والفكري ما بين الأجيال يجعلنا نؤمن بأن لدينا الكثير لننجزه، وأننا في هذه المشاركة الجماعية والاشتغال الجميل بإمكان كل واحد منا أن يحقق التكامل الإنساني الذي نطمح إليه". من جهته أثنى رئيس اللجنة التنظيمية د. إيلي فلوطي على الجهود المبذولة من قبل المتطوعين الشباب، والدعم الكبير الذي تقدمه هيئة البحرين للثقافة والآثار للمهرجان. كما عبر عن سعادته لاستمرار المهرجان للنسخة السابعة، ما يدل على نجاحه في الوسط الثقافي، متوقفاً عند أهمية عمل الشباب الثقافي تحت مظلة هيئة الثقافة من أجل مستقبل أفضل يعتمد على شباب اليوم. ورفع المؤتمر الصحفي الستار عن مبادرات المهرجان بجولة تمثيلية على أنغام موسيقى التاء في بهو المتحف، وتم الكشف عن التاءات الثلاثة التي تمثل الثيمة العامة لهذه النسخة (تأصيل، تنوير، تأثير). وفي إشارة للفعاليات المطروحة هذا العام، أعلنت مبادرة كلنا نقرأ عن أولى فعالياتها، وهي فعالية القراءة للأطفال تحت شعار (ألف باء تاء)، إضافة إلى تعاونها مع مبادرة هارموني لإقامة أمسية للشعر العمودي الفصيح. وفعالية للمقارنة بين الرواية البحرينية القديمة والحديثة، بالإضافة إلى استضافة الكاتب السعودي منذر القباني. وآخرها استضافة الكاتب الليبي إبراهيم الكوني. فيما تقدم مبادرة حفاوة بالتعاون مع مبادرة هارموني فعالية للاحتفاء بالراحل الشاعر الكبير عبدالرحمن رفيع، وذلك في فعالية ترجع بالحضور إلى الزمن الجميل. أما مبادرة تشكيل فتطرح هذا العام فعالية "صالون الشباب الفني"، وذلك بهدف خلق أجواء مشتركة بين الفئات الفنية المتنوعة. بدورهم دعا القائمون على مبادرة حياة الجمهور الشبابي في البحرين للمشاركة في فعاليتها "تحرك 2" في مجمع السيف – المحرق، و تأتي مبادرة حياة لهذا العام لغرس مفاهيم الرياضة والحياة الصحية. وأعلنت مبادرة بريمير عن فعاليتها الأولى "تجربة أولى" حيث تتاح الفرصة أمام الشباب المهتم بعالم السينما للتعرف على المشهد السينمائي البحريني. وتنسج هارموني ألحان هذا العام على نغم الماضي وبريق الأغنية البحرينية التراثية بفعالية "ساعة الأغنية البحرينية" التي تبث في مواقع لم يعتد البعض على سماع الأغنية فيها. وبعد نجاح حفل هارموني في النسخة السابقة (لنلتقي) تطل علينا في حفلتها (والتقينا) لتعيد لنا الحنين للأغنية البحرينية. الشيخة مي آل خليفة إبراهيم الكوني