تواجه الحكومة اليمنية الشرعية في العاصمة الموقتة عدن، تحدياً كبيراً في تصديها لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي تزايد نشاطه في محافظة أبين (شمال عدن) في الآونة الأخيرة، بعد قيام العشرات من مسلحيه بشن هجمات على مراكز أمنية ونقاط تفتيش حكومية في مناطق عدة بالمحافظة، وسط أنباء عن تجمعات لعناصر التنظيم في أبين، بالإضافة إلى ظهور فصائل مسلحة تدعي انتماءها إلى تنظيم «داعش» في محافظات عدة، وإعلان مسؤوليتها عن هجمات انتحارية استهدفت معسكرات ومواقع حكومية وشخصيات أمنية ومحلية في عدن. وكانت قوات الحزام الأمني في محافظة أبين مسنودة من مسلحي القبائل المتحالفين مع الحكومة الشرعية، تصدت أمس لهجوم شنه فجراً عناصر تنظيم «قاعدة الجهاد» على مقر إدارة الأمن في مدينة لودر. وأكدت مصادر محلية متطابقة سقوط نحو 19 عنصراً من المهاجمين بين قتيل وجريح في اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الحزام الأمني وعناصر التنظيم المتطرف استُخدم فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وفي حين قالت المصادر إن رجال الأمن والقبائل أجبروا مسلحي «القاعدة» على الانسحاب تاركين خلفهم جثث أربعة من عناصرهم، أشارت إلى أن المئات من عناصر التنظيم يتجمعون في أنحاء من المنطقة، وأن توتراً يسود الأجواء تحسباً لاندلاع مواجهات جديدة، بخاصة أن تنظيم «القاعدة» يحشد عناصره في مديريتي مودية والوضيع، بالإضافة إلى منطقة شقرة التي كانوا انسحبوا منها قبل يومين إثر وساطة قبلية. وتوقعت المصادر أن ينفذ التنظيم هجمات على المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية والمقاومة في أبين. وذكرت مصادر أمنية أن ستة من عناصر الشرطة الذين كانوا في عداد قافلة لقوات الأمن التي انسحبت من لودر للتوجه إلى عدن، قُتلوا في كمين نصبه تنظيم «القاعدة» على الأرجح. وكان هذا التنظيم عاد إلى الظهور العلني في مناطق أبين في الأيام الأخيرة، فيما نفذت قوات الحزام الأمني انسحابات من مديريات المناطق الوسطى وأعادت تمركزها في مواقع جديدة لصد هجمات التنظيم المسلح، الذي تصله الإمدادات البشرية واللوجستية من المحافظات المجاورة. إلى ذلك، أعلنت السلطات الأمنية في محافظة عدن أن الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن تمكنت من إلقاء القبض على أحد أخطر العناصر الإرهابية المكنى ب «أبو دجانة» الذي يرجح انتماؤه إلى تنظيم «داعش» في اليمن، وذلك في عملية دهم نوعية نفذتها على مخبئه بحي المدارة شمال المدينة صباح أمس. وقال بيان صدر عن المكتب الإعلامي لإدارة شرطة عدن، إن «أبو دجانة» اعترف أثناء التحقيق معه بمسؤوليته وآخرين عن تنفيذ كثير من عمليات الاغتيال التي طاولت كوادر أمنية وعسكرية وقيادات من المقاومة الشعبية في عدن. واعتبر البيان أن «أبو دجانة» أحد أخطر العناصر الإرهابية في عدن، وعُرف عنه الغلو والتشدد، حتى أنه كفّر والده، وفق البيان. إلى ذلك، تواصل قوات الجيش الوطني بدعم طيران التحالف العربي ومساندته، تقدمها على الساحل الغربي لليمن بعد إعادة السيطرة على منطقة باب المندب وميناء المخا جنوب محافظة تعز، وقالت مصادر عسكرية إن القوات الحكومية تواصل عمليات تمشيط المناطق التي سيطرت عليها، ومنها عمليات نزع الألغام التي زرعتها العناصر الانقلابية التابعة للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى تأمين القرى والبلدات والطرق التي تسلكها القوات الحكومية في طريقها إلى الحديدة، أهم مدن وموانئ اليمن على البحر الأحمر التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين وصالح. وفي حين تستمر العمليات العسكرية للقوات الحكومية على مختلف الجبهات، تحدثت المصادر عن خسائر كبيرة يتكبدها الانقلابيون في جبهات نهم (شرق العاصمة صنعاء) وبيحان بمحافظة شبوة، وتعز التي تحقق فيها المقاومة الشعبية والجيش تقدماً مستمراً تمهيداً لتحريرها بالكامل. وكان طيران التحالف العربي نفذ عشرات الغارات على مواقع وتجمعات الانقلابيين ومخازن تموينهم ومعسكراتهم في صنعاء وبقية المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم وكبدتهم خسائر فادحة.