في حادث أكد ارتفاع التهديد الإرهابي المحدق بفرنسا التي لا تزال تخضع لحال طوارئ منذ اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، أحبطت قوات الأمن أمس، «اعتداءً» نفذه مسلح بسكين، بعدما أطلقت النار عليه عند مدخل متحف اللوفر الفرنسي الذي يقصده أكبر عدد زوار في العالم، ما أدى إلى إصابته بجروح خطرة في البطن استدعت إخضاعه لعمليات جراحية. واستنفرت السلطات وطوقت المتحف للتحقق من عدم وجود شركاء للمهاجم الذي كشفت مصادر مطلعة على التحقيق أنه مصري في ال29 من عمره وعرف باسم «عبد الله» وكان وصل إلى فرنسا في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي في رحلة من دبي. وأوضحت أجهزة الأمن أنها لم تفاجأ بالهجوم الذي أتى قبل ساعات من إطلاق مدينة باريس مساءً حملتها من أجل استضافة الألعاب الأولمبية في 2024، وكان مقرراً إضاءة برج إيفل في المناسبة. وأشارت إلى أن «متحف اللوفر أحد الأهداف المحتملة للإرهابيين، على غرار برج إيفل وقوس النصر، ما جعلها موضع مراقبة أمنية استثنائية. كما أن الصعوبات التي يواجهها تنظيم داعش في معاقله بالعراق وسورية تحتم تشجيعه مؤيديه في الخارج على التحرك». واستهدف منفذ هجوم اللوفر دورية من أربعة جنود، وأصاب أحدهم بجرح غير خطر في الرأس بعدما حاول التصدي له مستخدماً تقنيات الدفاع عن النفس، قبل أن يطلق أفراد الدورية خمس رصاصات على المسلح. وتردد أن المهاجم أطلق عبارات تكبير. وطوقت قوات الأمن مكان الحادث وقطعت السير في محيط مبنى المتحف وأغلقت محطات المترو على مشارفه حتى التحقق من عدم حمل المهاجم حزاماً ناسفاً، وعدم وجود متفجرات في حقيبتين كانتا في حوزته، ما أدى إلى عزل حوالى ألف شخص بينهم 250 داخل مبنى المتحف وأروقته حرصاً على سلامتهم، لمدة ثلاث ساعات، قبل أن يسمح لهم بالمغادرة بعد تفتيشهم. وأشاد الرئيس فرانسوا هولاند بشجاعة قوات الأمن التي شكلت هدفاً للإرهابيين في الأعوام الأخيرة، وعزمها على إفشال الهجمات الإرهابية والحفاظ على سلامة المواطنين، مؤكداً «صواب تعزيز السلطات إجراءات المراقبة وعدد الدوريات في أنحاء البلاد بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني 2015، في ظل استمرار التهديدات»، علماً أن الحكومة تتحدث عن إحباط 17 محاولة اعتداء هذه السنة. وكان لافتاً تحذير النائب الاشتراكي سيباستيان بييتراسانتا، من أن «اعتداءات أسوأ يمكن أن تنفذ، بسبب التهديد المزدوج الذي يمكن أن يأتي من داخل البلاد كما من خارجها عبر مجموعات إرهابية منظمة أو ذئاب منفردة»، مشيراً إلى أن عدم الاستقرار الأمني «قد يمتد جيلاً على الأقل». وذكر في القاهرة أن اتصالات جرت بين السلطات المصرية والفرنسية للتأكد من هوية المشتبه في تنفيذ هجوم اللوفر وما ذكر أنه يحمل الجنسية المصرية. ولم تعلن السلطات الأمنية أي تفاصيل بخصوص تلك المعلومات بانتظار تأكيدها من خلال قاعدة معلومات مصلحة الجوازات والهجرة، خصوصا في ظل معلومات عن أنه سافر إلى فرنسا عبر دولة ثالثة وليس مصر. وأكدت مصادر مصرية أن تعاوناً أمنياً يتم بين السلطات في البلدين يشمل البحث في قوائم المغادرين الى فرنسا حتى عبر دول أخرى، ومطابقتها بالأشخاص المشتبه في انتمائهم الى تنظيمات إرهابية.