افتتح معهد الشرق الأوسط في واشنطن سلسلة مؤتمراته السنوية الرابعة والستين بتكريم النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللبناني عصام فارس نظراً «الى إنجازاته التربوية والإنمائية والثقافية» في حفلة حضرها حشد من الرسميين وفي مقدمهم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ووزير النقل الحالي السيناتور راي لحود وعضو الكونغرس نك رحال ورئيسة المعهد السفيرة وندي شامبرلين ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فلتمان وديبلوماسيون عرب واجانب بينهم الامير تركي بن فيصل وصائب عريقات وشخصيات وعائلة المحتفى به. وسبق الحفلة التكريمية اجتماع بين الرئيس كلينتون وفارس عرضا فيه الوضع الراهن في لبنان واحتمالات السلام في المنطقة. وقدم الوزير لحود جائزة الامتياز لفارس بصفته «سفيراً دولياً عالي المستوى للديموقراطية وصنع السلام وبطلاً للتقدم والازدهار والإنماء يكرس حياته لخدمة وطنه والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط». وأشاد كلينتون ب «الرجل الذي يعمل من أجل استقلال لبنان وسيادته والسلام في المنطقة». وقال، «ما تعلمناه انه كلما شاركنا في البحث عن السلام في الشرق الأوسط، والدفع باتجاه السلام بنيات حسنة ازدادت ثقة الناس بأننا نقف وراء أمن إسرائيل وكرامة الفلسطينيين وحقهم بتقرير مصيرهم». وأثنى كلينتون على «أداء الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية لأنها طورت أمنها واقتصادها بطريقة شفافة». مشيراً الى «أن مختلف القوى السياسية في إسرائيل تعترف بذلك». وأشار الى المتغيرات الكثيرة التي حدثت في المنطقة منذ انتهاء ولايته قبل 10 سنوات، وقال إن إسرائيل «تغيرت كثيراً سياسياً وديموغرافياً... والساعة الديموغرافية لا تدق لصالحها». وقدم فارس مداخلة بعنوان «وجهة نظر لبنانية» تضمنت «أبرز المشاكل التي تعيشها المنطقة: العراق، إيران، العلاقات بين الأديان التوحيدية»، مشدداً على أولوية النزاع العربي - الإسرائيلي، ومعتبراً «أن هذا النزاع لا يرتد على لبنان فقط بل على المنطقة وعلى العالم بأسره، إذ يؤدي استمراره الى استمرار مئات الآلاف من الفلسطينيين في حال البؤس كما يشجع على قيام حركات أصولية وإرهابية ويغذي الكراهية تجاه الغرب ويؤجج النزاعات في المنطقة». وقال: «إننا نعوّل على جهود السناتور جورج ميتشل وعلى الدعم الذي توفره له وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون». وعن الدور السوري قال فارس: «ان لسورية المستقرة داخلياً والناشطة خارجية دوراً أساسياً في الشرق الأوسط وهي معنية بالسلام من الناحيتين الأيديولوجية والاستراتيجية، ومن الطبيعي أن تكون حاضرة في لب المباحثات المتعلقة بمستقبل المنطقة، خصوصاً من خلال نفوذها في لبنان وفي القضية الفلسطينية وتعاونها القائم مع تركيا وإيران». ورأى «ان الأزمة القائمة بين إيران والغرب من جهة وبين إيران ودول عربية من جهة أخرى أزمة حادة تستدعي معالجتها بالحكمة والروية».