عاد فنان العرب محمد عبده أول من أمس لجماهيره الغفيرة في عروس البحر الأحمرجدة بعد غياب تسعة أعوام، والذي أيقن بأن الفن رسالة لا تموت إذ قال أخيراً: «أتمنى عودة الفن السعودي من المنفى»، وبحضور جماهيري متعطش وعلى موعد مع الفرح، اصطف مبكراً المئات عند بوابات الدخول، لتسنح لهم فرصة حضور الحفلة. وأعلنت الجهات المنظمة أن عدد الحضور تجاوز سقف الثمانية آلاف معجب، مشيرةً إلى أن الصالة التي أقيمت فيها الحفلة امتلأت بالكامل، إذ إن جميع الحضور كان مترقباً لطلة من كان غريباً بفنه عن وطنه، لتستهل الحفلة بأغنية صوتك يناديني، ولتتبعها أغنية اختلفنا، كما اتفق فنان العرب مع جمهوره أن يحبوا بعضهم أكثر وأكثر، إذ ردد معه وغنى «اشوفك كل يوم وأروح»، ليكون الجمهور سلطان الفرح بتفاعلاته، ومشاركته مع أغانيه، والذي نوع في تقديمها ما بين جديده «يا راحلة» وقديمه «المسافة»، و«الله عليها عودت»، و«أخت النهار». واختتم فنان العرب الحفلة ب«فوق هام السحب»، لتضج الصالة بالتفاعل مع الأغنية الوطنية، والرقص على إيقاعها، ليطغى التفاعل على عبده، الذي قام برمي عقاله، تحيةً وإكباراً لجماهيره، وغادر الصالة فرحاً، ليصرح «أجمل حفلة في حياتي». وأوضحت اللجنة المنظمة، أن رابح صقر صعد إلى المسرح عقب «عبده»، وألقى «التحية العسكرية» على الحاضرين، ليقدم وصلته كما تمنى جمهوره «اقلاع»، حين خاطبهم «نهدي أو نقلع» فغنى «من كبرها»، وسقا الله، ومغرورة، وشاب الشعر، وأوجه المعنى، كما تفاعل الجمهور ورقص على ألحان أغانيه، وردد بعد كل وصلة «اوووه يا رابح»، ليختتم الصقر بأغنية وطنية بعنوان «يا دار». ونوهت الجهات المنظمة الى أن الختام كان مميزاً مع الفنان ماجد المهندس، الذي غنى للوطن والتاريخ، من خلال إطلالته الأولى في جدة، ليقابل جمهوره عن قرب، بعد إطلالاته من العاصمة الرياض والتي غنى فيها بمهرجان الجنادرية، ليخاطب جمهوره «مساء الخير يا أحلى جمهور في الدنيا»، وليغني لهم تناديك، وآخ قلبي، وأحب صوتك، وسامحت جرحك، وعلى مودك، لتنتهي بذلك حفلة العودة من المنفى، ولتكون نقطة التحول.