نفت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل تدخل بلادها في سياسة المصرف المركزي الأوروبي النقدية، وذلك رداً على اتهام مستشار للرئيس الأميركي دونالد ترامب لبرلين ب«استغلال» شركائها التجاريين الأساسيين وبينهم الولاياتالمتحدة. وقالت مركل خلال مؤتمر صحافي في استوكهولم «بالنسبة إلى مسألة اليورو وقيمته، دعت المانيا دائماً الى أن ينتهج المصرف المركزي الأوروبي سياسة مستقلة، على غرار السياسة التي اتبعها البنك المركزي الألماني قبل زمن اليورو». وأضافت: «لا نمارس تأثيراً في خيارات البنك المركزي الأوروبي. وبالتالي، لا اريد ان أغيّر شيئاً البتة في الوضع الراهن». وكان بيتر نافارو الذي عين أخيراً رئيساً لمجلس التجارة الجديد في البيت الأبيض قال في مقابلة مع صحيفة «فايننشل تايمز» إن «اعتبار اتفاق التبادل الحر بين ضفتي الأطلسي (المتعثر حالياً) اتفاقاً ثنائياً هو أمر معقد، والسبب هو أن ألمانيا تواصل استغلال دول أخرى في الاتحاد الاوروبي إضافة الى الولاياتالمتحدة مستخدمة ماركاً ألمانياً وهمياً أدنى من قيمته بكثير»، في إشارة الى العملة الألمانية السابقة. وأضاف نافارو أن «انعدام التوازن التجاري البنيوي الذي تمارسه ألمانيا مع بقية الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة يظهر عدم التجانس الاقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي، ما يجعل اتفاق التبادل الحر اتفاقاً ثنائياً بدلاً من أن يكون متعدد الأطراف». وارتفعت قيمة اليورو مقابل الدولار بعد تصريحات مركل ليبلغ أعلى مستوى له منذ الخميس الماضي (1.0772 دولار). وبعدما دافعت الولاياتالمتحدة عن سياسة التبادل الحر سواء في ظل إدارات ديموقراطية او جمهورية، بدلت موقفها في شكل جذري مع دخول ترامب البيت الأبيض وباتت تفضل الاتفاقات الثنائية على تلك المتعددة الطرف. وقرر ترامب بعيد تسلمه الرئاسة الانسحاب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادىء الذي كانت وقعته واشنطن في العام 2015 مع 11 بلداً في منطقة آسيا المحيط الهادئ من دون أن ينفذ. كذلك، بدأ مفاوضات مع بريطانيا بهدف التوصل الى اتفاق تجاري ثنائي جديد في أسرع وقت بعد «بريكزت».