يبدأ الرئيس بشار الاسد وعقيلته السيدة اسماء صباح اليوم (الخميس) «زيارة دولة» الى نيقوسيا، هي الاولى لرئيس سوري الى قبرص، يجري خلالها محادثات مع نظيره القبرصي ديمتريس خريستوفاليس تتناول العلاقات الثنائية واوضاع المنطقة. ويضم الوفد السوري المرافق للاسد، في الزيارة التي تستمر يومين، وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ووزيرة الاقتصاد لمياء العاصي ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة. وقال خريستوفياس امس ان الزيارة «تؤكد تصميمنا على دعم التعاون بين بلدينا في كل المجالات ذات الاهتمام المشترك خصوصاً في التجارة والصناعة والاستثمارات المتبادلة والمصارف والسياحة وفي المجال البحري عبر التعاون بين مرافئ البلدين»، مؤكداً ان السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط يجب أن يتم تحقيقه وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية «ما يعني انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967». وعلم ان برنامج زيارة الاسد يبدأ اليوم بمراسم استقبال رسمية ثم جلستي محادثات، موسعة وثنائية، اضافة الى مؤتمر صحافي مشترك، يعقبه توقيع اتفاقات بين الجانبين، إذ ان اتصالات تجري لوضع اللمسات الاخيرة على مسودات لاتفاقات ومذكرات تعاون وبرامج تنفيذية في مجال تبادل تسليم المحكومين والاتصال بين مرفأي اللاذقية وليماسول والطاقة المتجددة و «الوكالة السورية للانباء» (سانا) ونظيرتها القبرصية والضمان الاجتماعي. كما يتوقع ان يقوم الرئيس الاسد بعد ظهر اليوم بزيارة مقر البرلمان ولقاء رئيسه ماريوس غارويان الذي كان زار دمشق في ايلول (سبتمبر) الماضي وبحث مع الرئيس السوري في «علاقات الصداقة القائمة وآفاق توطيدها في العديد من المجالات وخصوصاً السياسية والاقتصادية عبر قيام استثمارات ومشاريع اقتصادية مشتركة». كما يقيم خريستوفاليس مأدبة عشاء رسمية مساء اليوم. ويعقد صباح غد (الجمعة) منتدى اقتصادي سوري - قبرصي بمشاركة نحو 70 شخصية سورية بينها رئيس اتحاد غرف الصناعة عماد غريواتي ورئيس غرفة الملاحة البحرية عبد القادر صبرا. وقال صبرا ل «الحياة» ان الجانب السوري طرح مع نظرائه ضرورة «اعادة تسيير الخطوط الملاحية بين مرافئ البلدين، وتسهيل اجراءات الحصول على تأشيرات الدخول للسوريين الى قبرص»، مع ملاحظة عدم وجود مشاكل في انسياب ناقلات البضائع بين الجانبين. وتأتي محادثات الاسد وعقيلته في نيقوسيا قبل قيامهما الاسبوع المقبل بزيارة الى كل من بلغاريا ورومانيا للبحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية تزامناً مع لقاءات بين القطاع الخاص، ذلك ان الجانب السوري يضع هذه الزيارات في سياق الرؤية الاستراتيجية للعمل على ربط البحور الخمسة (المتوسط، الاحمر، قزوين، الاسود والخليج العربي) في مجالات الطاقة والنفط والغاز والنقل انطلاقاً من تطوير العلاقات مع الجوار والمنطقة. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن الرئيس القبرصي قوله امس إن حكومته تشارك نظرة الاسد ل «تحويل حوض البحر المتوسط إلى منطقة سلام وازدهار لخدمة كل الشعوب التي تعيش على طرفيه. ومن هنا أيدنا منذ البداية مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتأسيس اتحاد من أجل المتوسط بهدف تعزيز توسيع المشاريع المتماسكة في المجال الاجتماعي الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي وشركائه المتوسطيين في الجنوب»، لافتا الى ان سورية وقبرص «تلعبان دوراً مهماً ضمن نطاق الاتحاد من أجل المتوسط، واتطلع للتعاون عن قرب مع سورية عبر طرح مبادرات لمشاريع مشتركة في مجالات الطاقة». وكان الاسد أكد في حديث الى «الحياة» الاسبوع الماضي ان «سورية تعطي أولوية للجوار أولاً. ثم للمنطقة الإقليمية ثانياً، وبناء تحالفات على مستوى العالم في الاتجاه السياسي في المحافل الدولية ثالثاً».