شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على «مواصلة الحرب على الإرهاب»، كما وعد ب «تعزيز جهود مكافحة الفقر وتنمية صعيد مصر»، واستبق زيارته إلى إثيوبيا اليوم بتأكيد أن قضية مياه نهر النيل بالنسبة الى المصريين «مسألة حياة أو موت ولا يمكن العبث بها». وقال السيسي في كلمة ألقاها في ختام مؤتمر الشباب الذي استضافته مدينة أسوان السياحية (صعيد مصر) عقب تكريم عدد من الشباب أمس، إن «الدولة المصرية عازمة على مواصلة حربها على الإرهاب والفساد». وأعلن السيسي إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر باستثمارات 5 بلايين جنيه، وكذلك استبعاد منطقة خور قندي من مشروع الريف المصري. وقرر مراجعة تعويضات أهالي النوبة المتضررين من بناء السد العالي، وإنهاء المشروعات التنموية كافة في منطقة مصر النوبة ووادي كركر في أسوان. كما قرر تحويل أسوان إلى عاصمة للاقتصاد والثقافة الأفريقية والاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل، وقال: «نأمل أن نحقق طفرة ملموسة في العديد من المجالات، وهناك إرادة سياسية حقيقية لتحقيق التنمية المستدامة في الصعيد»، مضيفاً «أثق ثقة مطلقة في إرادة المصريين وقدراتهم على التعامل مع الصعوبات». وعرض السيسي بعض ما تم إنجازه في صعيد مصر، وقال «تم إنشاء 197 فصلاً في المشروع المصري الياباني للتنمية التعليمية في الصعيد، كما تم تدريب 172 ألف معلم للارتقاء بالمستوى التعليمي، وكذلك الانتهاء من إنشاء محطة بني سويف بكلفة 2 مليار يورو». وتابع: «نعمل حالياً على بناء 180 ألف وحدة سكنية في المناطق الخطرة على مستوى الجمهورية». ويبدأ الرئيس المصري اليوم زيارة رسمية إلى إثيوبيا، لرئاسة وفد بلاده المشارك في اجتماعات الاتحاد الأفريقي، ويتوقع أن يعقد على هامشها قمة ثلاثية تضم إلى جانبه الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، لكن السيسي استبق الزيارة بتأكيد أن قضية مياه نهر النيل بالنسبة إلى المصريين «مسألة حياة أو موت ولا يمكن العبث بها». وكان السيسي تحدث عن ملف سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا ويثير مخاوف المصريين، في معرض لقائه مساء أول من أمس عدداً من الشباب المشاركين في فعاليات الدوري الثاني للمؤتمر الوطني للشباب في أسوان، فسعى إلى طمأنة المصريين، داعياً إياهم إلى «ضرورة التأني في رد الفعل تجاه أي تصريحات حول الملف». لكنه أكد أن قلق الشعب المصري في شأن الملف «مشروع، لأنه يتعلق بحياة المصريين منذ آلاف السنين. ليس لدينا مورد للمياه سوى نهر النيل ولا يستطيع أحد العبث بحصتنا (البالغة 55.5 بليون متر مكعب)». وأكد السيسي أن التعاون مع الإثيوبيين في هذا الصدد «يسير على نحو جيد وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة والذي وقع العام 2014»، وقال: «هناك محاولات لبث القلق والخوف والشكوك حول مستقبل المياه، لكن لا يمكن أحداً العبث بهذه الملف»، مشدداً على أن المياه مسألة «حياة أو موت». وكان ملف سد النهضة حاضراً بقوة في محادثات عقدها في إثيوبيا أول من أمس وزير الخارجية سامح شكري مع نظيره الإثيوبي وركنو جيبيهو. وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن الوزيرين بحثا «العلاقات الثنائية بين البلدين، والتنسيق في القضايا الأفريقية، والمفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، بما في ذلك التعاون والتنسيق الثلاثي مع السودان»، ونقل تأكيد شكري لنظيره الإثيوبي «أهمية مسار التعاون القائم، وضرورة الحفاظ عليه لخدمة مصالح الطرفين»، وأعرب عن تطلع مصر ل «استمرار روح التعاون مع السودان وإثيوبيا في إطار المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، وانتهاء الدراسات الفنية في موعدها مع الالتزام بتنفيذ نتائج تلك الدراسات، بما يدعم عملية بناء الثقة بين الدول الثلاث». وكانت الوفود الفنية لكل من مصر والسودان وإثيوبيا وقعت في أيلول (سبتمبر) الماضي بشكل نهائي ورسمي عقود الدراسات الفنية لسد النهضة الإثيوبي مع المكتبين الاستشاريين الفرنسيين والمكتب القانوني الإنكليزي. ويقضي الاتفاق الذي وقع في الخرطوم، أن تقوم الشركتان الفرنسيتان بإجراء الدراسات التي أوصت بها اللجنة الدولية للخبراء، حول الموارد المائية والكهرومائية، وتقييم الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي العابر للحدود». ونقل بيان الخارجية المصرية تأكيد وزير خارجية إثيوبيا «المصالح المشتركة والعلاقات التاريخية بين البلدين، خصوصاً من خلال نهر النيل الذي يشكل رابطاً أبدياً بين البلدين على مر العصور، وأن من مصلحة الدولتين الحفاظ على تلك العلاقة الإيجابية بينهما»، وأكد التزام أديس أبابا ب «المسار الثلاثي لمفاوضات سد النهضة والانتهاء من الدراسات في الموعد المحدد». من جانبه، أكد شكري خلال اللقاء حرصه على متابعة التطورات الخاصة بالتعاون الثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان، داعياً إلى أن تشمل المجالات كافة التي تعود بالنفع والمصلحة على شعوب الدول الثلاث، وألا تقتصر على موضوعات المياه.