أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب تعيين أول شخصية عربية - أميركية في ادارته، باختيار دينا حبيب باول، لشغل منصب «مستشارة كبيرة لشؤون المبادرات الاقتصادية» وكمسؤولة بارزة عن هذا الملف الى جانب ابنته إيفانكا. تزامن ذلك مع خوض الرئيس المنتخب معركة جديدة هذه المرة مع أيقونة الدفاع عن الحريات المدنية و»رمزها» المناضل ضد التمييز العنصري النائب جون لويس، لوصفه نتائج الانتخابات الرئاسية ب «غير الشرعية» نتيجة «التدخل الروسي». كما تزامن مع اطلاق مجلس الشيوخ تحقيقاً في التدخل الروسي المفترض وفي التقارير عن تجسس وقرصنة مارسها عملاء لموسكو. ويؤيد التحقيق الجمهوريون والديموقراطيون في المجلس وهو يأتي بعد تأكيدات الاستخبارات في هذا الشأن. وقبل خمسة أيام على احتفالات التنصيب، أثار ترامب جدلاً وغضباً لدى كثيرين بمهاجمته جون لويس (67 سنة)، النائب عن ولاية جورجيا. وأتى ذلك عشية احتفال الأميركيين اليوم بذكرى مارتن لوثر كينغ الذي كافح الى جانبه لويس لإنهاء التمييز العنصري في الستينات. وشكك النائب عن جورجيا في شرعية الانتخابات الأميركية الأخيرة التي فاز فيها ترامب على هيلاري كلينتون بعدد الكليات عن الولايات وخسر الأصوات الشعبية بفارق وصل الى 3 ملايين صوت، وشابتها التقارير الاستخباراتية عن تدخل روسيا لمساعدة المرشح الجمهوري. وأكد لويس في مقابلة مع شبكة «أن بي سي» تبث اليوم: «لا أعتبره (ترامب) رئيساً شرعياً، إذ أعتقد بأن الروس شاركوا وساعدوا في انتخاب هذا الرجل ودمروا حملة هيلاري كلينتون». ورد ترامب في تغريدة عبر «تويتر» أمس، مشيراً إلى أن «على عضو الكونغرس جون لويس قضاء المزيد من الوقت في إصلاح دائرته الانتخابية ومساعدتها، التي هي في أسوأ حال ومهترئة، ناهيك عن أنها مبتلاة بالجريمة، بدل اللجوء إلى الشكاوى الكاذبة حول نتيجة الانتخابات». ومضى ترامب يقول في تغريدته: «كلام، كلام، كلام، ولكن لا عمل ولا نتائج. إنه أمر محزن حقاً». وأثارت التغريدة استياء الليبراليين والديموقراطيين وردوداً تجاوزت النصف مليون تغريدة على «تويتر» تضامناً مع النائب الأفريقي الأميركي. ورفع الجدل من مستوى الاحتقان في الوسط الأميركي قبل أيام من مراسم التنصيب التي سيقاطعها ثمانية نواب بينهم لويس، وستليها تظاهرات حاشدة في العاصمة الأميركية. وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن منظمي التظاهرات حجزوا 1200 باص ستصل إلى العاصمة هذا الأسبوع، في مقابل 200 باص لمناصري ترامب. وستغلق مداخل عدة لواشنطن لأسباب أمنية وتتحول جادة بنسلفانيا إلى حصن أمني يوم التنصيب. وتزامنت التحضيرات مع إعلان الفريق الانتقالي لترامب، أن دينا حبيب باول (43 سنة) المسؤولة التنفيذية في مصرف «غولدمان ساكس»، ستكون «مستشارة كبيرة للشؤون والمبادرات الاقتصادية» في البيت الأبيض وهي كانت مسؤولة سابقة في إدارة جورج بوش الابن ولم يتجاوز عمرها في حينه 29 سنة. وأشار البيان إلى أن باول تمتلك «موهبة فذة وسجلاً ممتازاً في مجالات الخدمة العامة والقطاع الخاص». وأضاف أنها «أشرفت على برامج رئيسية ومبادرات تتعلق بالتنمية الاقتصادية وتمكين المرأة في العديد من مجالات التنمية وريادة الأعمال». وولدت دينا حبيب في القاهرة عام 1973 قبل أن تهاجر برفقة والديها إلى تكساس ولم يتجاوز عمرها الأربع سنوات. وفي دالاس، ترعرعت وسط أسرة بسيطة، فالأب كان سائق باص ويدير متجراً للبقالة. وتفوقت دينا في دراستها بالتخرج من أفضل جامعات تكساس وخطت أولى خطواتها نحو عالم السياسة بالعمل مع السياسيين في الولاية وفي مركز كاي بايلي هاتشينسون. ومهد دخولها إدارة ترامب تقديمها الاستشارات لابنته إيفانكا حول الاقتصاد وشؤون المرأة، ما يعكس الدور الكبير للأخيرة وتأثيرها في والدها الرئيس. وبذلك تكون دينا حبيب أول شخصية من جذور عربية تدخل الإدارة الجديدة.