ما إن هدأت عاصفة الاختراق الروسي المزعوم لنظام كومبيوتر الحزب الديموقراطي خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية حتى عاد وأشعلها الرئيس المنتخب دونالد ترامب أمس، بتشكيكه مجدداً في ما تقوله الاستخبارات الأميركية، مع استخدامه هذه المرة مبررات مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، بأن «المعلومات لم تصدر من موسكو، بل وفرها فتى متسلل في ال14 من العمر. وبعدما أعلن أنه سيعقد في 11 الجاري مؤتمره الصحافي الأول منذ انتخابه، أي غداة الخطاب الوداعي للرئيس باراك أوباما في شيكاغو، شن ترامب حملة عشوائية على «تويتر» ضد الاستخبارات الأميركية، وتساءل لماذا أرجأت إطلاعه على معلومات الاختراق الروسي إلى غد، فردت الاستخبارات بنفي حصول تأجيل، وتأكيدها أن اليوم المحدد كان غداً في الأصل. ورداً على لقاء أسانج مع شبكة «فوكس نيوز»، غرّد ترامب بأن «أسانج قال إن مراهقاً في ال14 من العمر يستطيع قرصنة بريد جيميل الخاص بجون بوديستا، مدير حملة كلينتون، فلماذا كانت اللجنة الوطنية الديموقراطية مهملة الى هذه الدرجة؟»، كما قال إن روسيا لم تعطه معلومات، علماً أن أسانج قال إن كلمة السر لبريد بوديستا كانت «كلمة سر». وتابع ترامب مبرئاً روسيا ومدافعاً عن تشكيكه باستنتاجات 17 وكالة استخباراتية أميركية: «اخترق شخص نظام كومبيوتر اللجنة الوطنية الديموقراطية، ولكن لماذا لم تستخدم دفاعات ضد القرصنة مماثلة لتلك التي لدى اللجنة الوطنية الجمهورية؟». وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية خلصت إلى أن عملية القرصنة «كانت تهدف إلى إيصال ترامب إلى البيت الأبيض». أما موسكو، فنقت مرات مسؤوليتها عن عمليات القرصنة. لكن جمهوريين بارزين اختلفوا مع ترامب، أبرزهم زعيم مجلس النواب بول ريان، الذي قال في مقابلة إذاعية: «أسانج متملق ذليل لروسيا، ويجب انتظار إيجاز الاستخبارات لترامب قبل اتخاذ أي موقف». على صعيد آخر، بدأت الاستعدادات لمراسم تنصيب ترامب في 20 الجاري، والتي ستحضرها منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، إلى جانب الرئيس السابق جورج دبليو بوش وعقيلته لورا، في مؤشر للتضامن مع العهد الجديد على رغم الخلافات الكبيرة المستمرة مع سياسات ترامب، وبينها تمسكه بإلغاء برنامج «أوباما كير» للضمان الصحي في يومه الأول في الحكم. واختارت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس المنتخب، أن تسكن في حي كالوراما شمال غربي العاصمة واشنطن، والذي سينتقل إليه الرئيس المنتهية ولايته أوباما بعد مغادرته البيت الأبيض. واشترت إيفانكا وزوجها جاريد كوشنير منزلاً ضخماً في الحي بقيمة 5.4 مليون دولار، وهو يبعد 321 متراً فقط عن منزل عائلة أوباما، أي 3 دقائق سيراً على الأقدام.