أن يفشل الطالب في إيجاد بحث ما فهي مشكلة، لكن المشكلة الأكبر هي دراسة أو بحث يجريه طالب لم يخرج من كليته منذ أن دخلها في مرحلة البكالوريوس إلى أن تخرج فيها حاملاً رسالة الدكتوراه من دون أن يكتسب لغة ثانية، أو يطلع على ثقافة الآخر، وكل ما فعله مجرد نقل عن غيره. بعض الباحثين، خصوصاً أولئك الذين لا يزالون في مرحلة البكالوريوس، يفضل الاستسهال، فينهل من المواقع الإلكترونية ويستقي ماء بحثه من بحر الإنترنت الفقير إلى الدقة والثقة العلمية. ويعتبر الطلاب الانترنت «المخلص» أو «سوبر مان» الجديد، فهو المنقذ لهم ومخرجهم من مآزق ندرة المراجع التي يحتاجونها. يقول الأستاذ في كلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمود آل عمار إن الشبكة العنكبوتية تعد مصدراً مهماً للتثقيف الذاتي، «وكثير من الناس يعتمدون عليها حتى أنها بدأت تنافس الكتاب، وهددت تفرده بتقديم المعرفة الإنسانية، فهي تفتح الأبواب للدارسين والباحثين وطلاب الدراسات العليا، وتدلهم على مواقع المعلومات، وتختصر لهم الجهد والوقت، ولكنها لجهة توثيق البحث العلمي في رسائل الماجستير والدكتوراه تظل وراء الكتاب ودونه». ويضيف: «نحن لا نقبل الإرجاع إلى الإنترنت إلا إذا تعذر أو تعسر على الباحث الحصول على الكتاب بكل وسيلة لقدمه أو نفاد طبعته أو بعد موقعه، فالثقة بالمعلومة التي في الكتاب متيقنة وثابتة، والاحتكام إليها محدد، بخلاف الإنترنت التي تخرج معلوماته عن نطاق المسؤولية وتفتقر إلى الثقة». ويتابع: «كما أن اختيار الموضوعات لهذه الرسائل يخضع للتمحيص والتدقيق من لجان متخصصة، ويمر البحث قبل إقراره بمحطات تزنه وتقدر قيمته العلمية لجهة الجدوى والأهمية، ويوكل متابعة هذا الأمر في النهاية إلى مشرف متخصص في ميدانه يرشد الطالب ويوجهه». أما الدكتور سلطان القحطاني فيرى جواز الاستعانة بالإنترنت بعد التأكد من صحة المعلومة في المصدر الذي نقلت منه، «من الأفضل أن يكتب الاثنين معاً، فالإنترنت رافد يستعان به وليس مرجعاً أو مصدراً يعتمد عليه». فيما تقول طالبة الدكتوراه المحاضرة في جامعة أم القرى أمل القثامي: «في البحث العلمي نادرا ما ألجأ إلى غوغل، وهذا لا يقلل بأي حال من الأحوال من شأنه، ففيه معلومات علمية صحيحة، لكن بدأت مع الكتاب قبل غوغل فاعتدت عليه ووثقت به أكثر من غوغل أو ويكيبيديا. وهناك كتب مصورة ومخطوطات محملة على الانترنت يمكن الاعتماد عليها، استفدت منها واستعنت بها كمصادر موثوقة في بحوثي».