أمل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، ب «أن تنجح الجهود المبذولة في تحقيق حل سياسي للأزمة السورية يقوم على الحوار بين الأطراف السوريين للقضاء على الأزمة». وكان المسؤول الإيراني الذي يرافقه وفد برلماني والسفير الإيراني لدى لبنان محمد فتحعلي، التقى في اليوم الثاني لزيارته الرسمية لبنان، المحطة الثانية بعد زيارته سورية، رئيس الجمهورية ميشال عون ونقل إليه «تحيات الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ورغبتهما في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في وجوهها كافة، ولاسيما منها العلاقات الاقتصادية، خصوصاً بعد انتخاب عون رئيسا للجمهورية والتوافق الواسع الذي أظهرته القيادات اللبنانية حيال ذلك». وأوضح المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، أن بروجردي عرض خلال اللقاء «الموقف الإيراني من التطورات الإقليمية عموماً والوضع في سورية خصوصاً، وأمل ب «أن تؤدي المفاوضات المرتقبة في آستانة إلى بلوغ الحل السياسي المنشود». وشدد عون في المقابل، خلال اللقاء، على أن «الأوضاع عادت إلى طبيعتها في لبنان بعد الانتخابات الرئاسية، وأن التوافق بين اللبنانيين سيؤدي إلى مزيد من الازدهار والطمأنينة، لاسيما أن لغة الحوار السائدة تهدف إلى تقريب وجهات النظر في المواضيع المطروحة». وأمل عون ب «أن تنجح الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يساعد على إيجاد حل لمأساة النازحين السوريين الذين بات عددهم في لبنان يقارب نصف عدد سكانه، ما انعكس سلباً على الوضعين الاقتصادي والأمني». وشدد عون على «أهمية العمل المشترك لمواجهة الأرهاب»، لافتاً إلى ما حققه لبنان من نتائج «بفعل العمليات الاستباقية التي تقوم بها القوى العسكرية والامنية اللبنانية». وزار بروجردي رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال بعد اللقاء: «بحثنا العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ولا سيما في مجال التعاون والتنسيق بين المجلسين، إضافة إلى استعراض التطورات السياسية المحلية والإقليمية. واستحوذ الملف السوري على جانب أساسي من المحادثات في ضوء زيارتي الرسمية لسورية قبل مجيئنا إلى لبنان». وأضاف قائلاً: «ولأن استتباب الأمن وتعزيز الاستقرار من الأهداف العليا التي تصبو إليها كل الدول ومنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان، كانت وجهات النظر متطابقة على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب والتطرف والتكفير للوصول في هذه المنطقة إلى شاطئ الأمان. وما زلنا على رأينا الثابت بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية من خلال حوار داخلي سوري- سوري، ولهذا شاركنا في اجتماع موسكو ورحبنا أيضاً بانعقاد الحوار السوري في آستانة، لأننا نعتبر أن مثل هذه التحركات السياسية من شأنها أن تشكل مقدمات مفيدة وبناءة للوصول إلى الهدف المنشود وهو تحقيق الحل السياسي للأزمة السورية». وعن الشق اللبناني من المحادثات، قال بروجردي: «أعربنا عن سعادتنا الكبيرة للاستحقاق المهم الذي تحقق في لبنان أخيراً وتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية، ونأمل ونعول كثيراً على أن هذا العهد سيحمل معه الكثير من الإنجازات البناءة للبنان في مختلف المجالات. كما أعربنا عن تقديرنا للدور الوطني والحكيم والبناء الذي قام به الرئيس بري في إدارته الحكيمة للعمل البرلماني الذي أدى في نهاية المطاف إلى وضع حد للشغور الرئاسي وإنجاز الاستحقاق كما ينبغي ويجب». وعصراً، التقى المسؤول الإيراني رئيس الحكومة سعد الحريري في «بيت الوسط» وعرضا المستجدات السياسية في المنطقة. وكان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، التقى بروجردي والوفد البرلماني المرافق له وفتحعلي. وجرى، وفق اعلام الحزب، «استعراض التطورات السياسية في المنطقة».