رأى مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، وزير الخارجية الإيراني السابق، علي اكبر ولايتي ان «حل المشكلات السياسية العالقة في لبنان يخص اللبنانيين أنفسهم، ونحن على ثقة تامة بأنه بفضل الديموقراطية العريقة التي يتمتع بها لبنان الشقيق في إمكانه في نهاية المطاف ان يجد المخرج الملائم والحل المناسب لملء الفراغ الرئاسي الذي يعاني منه حالياً». وأكد أن ايران «تدعم لبنان في سيادته ووحدته واستقلاله وأمنه وهدوئه واستقراره، إضافة الى حرصها على إقامة العلاقات المتوازنة مع جميع أفراد المجتمع اللبناني من المسلمين والمسيحيين». وكان ولايتي وصل الى بيروت صباح امس، آتياً من طهران في زيارة رسمية، التقى خلالها رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام، وعدداً من الشخصيات، ويشارك في اختتام أعمال المؤتمر العلمائي الدولي الذي يعقد في بيروت من أجل فلسطين. وكان في استقباله عضو هيئة الرئاسة في حركة «امل» خليل حمدان، ممثلاً بري، والنائب علي المقداد ممثلاً الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وسفير إيران محمد فتحعلي وشخصيات. وقال ولايتي بعد لقائه بري: «تم البحث في آخر التطورات السياسية الإقليمية منها والدولية والتعاون بين ايرانولبنان». أضاف: «نحن نشعر بفخر كبير وتقدير بالغ عندما نرى المزيد من الإنجازات الكبرى والانتصارات التي استطاعت المقاومة اللبنانية الباسلة ان تحققها جنباً الى جنب مع الجيش السوري في مجال التصدي ودحر القوى المسلحة التكفيرية في منطقة القلمون، الأمر الذي نعتبر انه يؤدي الى تقوية محور المقاومة والممانعة، ليس فقط في سورية ولبنان، وإنما في المنطقة برمتها». وعن الوضع اليمني قال: «ينبغي عقد جلسة للحوار الوطني فقط بين مكونات المجتمع اليمني كافة، في بلد محايد ومثل هذه المبادرة في إمكان منظمة دولية ان تتبناها مثل منظمة الأممالمتحدة». توافق وانسجام ومن السراي الكبيرة قال ولايتي بعد لقائه سلام: «عقدنا سلسلة من المفاوضات الإيجابية والبناءة وخلال هذه المحادثات شعرت ان هناك توافقاً وانسجاماً في وجهات النظر بيننا على ان العلاقات الثنائية الطيبة الموجودة بين ايرانولبنان هي علاقات مميزة وإستراتيجية وبالغة التأثير في التطورات السياسية الجارية على مستوى المنطقة». وأكد أنه «خلال الفترة التي تولى فيها الرئيس سلام رئاسة الحكومة استطاع من خلال تحليه بالحكمة البالغة والدراية الكبيرة من حلحلة الكثير من القضايا والمشكلات الذي كان يعاني منها لبنان»، آملاً ب «ان نشهد قريباً مخرجاً لأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان ويتم انتخاب رئيس لأن هذا الأمر من شأنه ان يؤدي الى تحقيق المزيد من الإنجازات والتقدم والازدهار لهذا البلد الشقيق». أضاف: «نقلت للرئيس سلام ان ايران تعوّل أهمية كبيرة على التلاقي ما بين لبنان حكومة وشعباً، أولاً، من خلال مواجهة القوى التكفيرية الإرهابية المتطرفة التي تُشكل خطراً داهماً ليس فقط على لبنان وإنما على كل دول وشعوب هذه المنطقة وثانياً في الاتجاه الذي يؤدي الى التفكير الإيجابي على مختلف التطورات السياسية الجارية من حولنا في هذه المنطقة». وقالت مصادر حكومية ل «الحياة» أن سلام أمل خلال اللقاء بأن تتفهم إيران ضرورة أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لأن هذا يحصن البلد في ظل الوضع الملتهب في المنطقة. لم يعد بشيء وأوضحت المصادر أن ولايتي لم يعد بشيء لجهة إمكان لعب طهران دوراً في تسهيل الانتخابات الرئاسية، وذكرت أنه استمع إلى عرض قدمه سلام للوضع اللبناني، بعد أن أشاد بسلام وحكمته واعتداله في معالجة الأمور. وكشفت المصادر أن سلام أشار في عرضه إلى أنه «على رغم اشتعال المحيط العربي للبنان، فإنه بلد ديموقراطي ومع أن هناك عجزاً عن انتخاب رئيس ثبتنا الأمن والاستقرار وحمينا الجنوب وسائر المناطق اللبنانية من الإرهاب وأكدنا أن لا بيئة حاضنة للإرهاب وركزنا على إبعاد الفتنة المذهبية في البلد، لا سيما أن هناك حواراً بين قوى سياسية يبرّد الأجواء ونأمل بأن نخفف من التشنج». وقالت المصادر أن مما قاله سلام لولايتي أن انتخاب الرئيس اللبناني، المسيحي الوحيد في المنطقة، ضرورة وإيران لديها تجربة في التعايش بين مكوناتها ويفترض أن تدرك أهمية التعايش ووجود الرئيس المسيحي في لبنان، لأن هذا النموذج مناقض للعنصرية الإسرائيلية. وثبت تاريخنا أنه في كل مرة حاول فريق الاستئثار على الآخرين دفع البلد الثمن ومن هنا الأهمية القصوى لحفظ معادلة التوازن بين كل القوى السياسية. وعلمت «الحياة» من المصادر الحكومية أن ولايتي اكتفى بالقول أن «لبنان يملك ثروة كبيرة من الرجال الحكماء ونحن متأكدون من أنهم من خلال التفكير الجماعي قادرون على التفاهم حول الرئاسة». واعتبر ولايتي أن «لبنان حقق معجزة في مواجهة إسرائيل ودحر الإرهاب وليس صعباً عليه إيجاد المخارج لمسألة الرئاسة». إلا أن سلام عاد فأكد «أننا نحتاج إلى رئيس لا يكون مع هذا الفريق أو ذاك وألا يشكل انتخابه انتصاراً لفريق على آخر. فلبنان لا يحتمل تصفية الحسابات أو يحقق غلبة لفريق». ورد ولايتي معتبراً أن «حرص الرئيس سلام على انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة، وتشديده على التعايش وموقع المسيحيين يعبران عن روح الإسلام الحقيقي بخلاف ما تعبر عنه القوى التكفيرية». وكان ولايتي اكد في المطار ان «ايران لا تزال تعتقد في شكل راسخ ان القضية الفلسطينية يجب أن تبقى القضية المركزية الأولى لدى العالم الإسلامي، من هنا، فإن أحد الدوافع الرئيسة التي حملتنا على المشاركة في أعمال المؤتمر الدولي لدعم القضية الفلسطينية، هي التداول مع الشخصيات المشاركة، في أفضل السبل الآيلة للبحث لدعم الشعب الفلسطيني المجاهد في نضاله المحق ضد العدوان الإسرائيلي». وزار ولايتي، بعد الظهر ضريح المسؤل العسكري السابق ل «حزب الله» عماد مغنية. والتقى مساء رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في الرابية.