واشنطن، كابول - رويترز، أ ف ب - قال الاميرال مايكل مولن قائد القيادة الاميركية المشتركة ان الهجوم العسكري الاميركي في جنوبأفغانستان قد يدفع مقاتلي «طالبان» الى باكستان التي تخوض قواتها بالفعل قتالاً ضارياً ضد المتشددين هناك. وأثارت تصريحات مولن الخميس، مخاوف من ان باكستان التي تخوض معارك مع المتشددين أجبرت نحو مليونين على ترك ديارهم قد تواجه اضطرابات أشد خلال الاشهر المقبلة. وتنقل الولاياتالمتحدة آلافاً من قواتها الى أفغانستان هذا العام في محاولة لقلب الموازين بعد المكاسب التي حققتها «طالبان» خصوصاً في معقلها في جنوبافغانستان. وصرح مولن بأن الولاياتالمتحدة لها مصلحة في محاربة «طالبان» تمس أمنها القومي. وقال مولن للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي: «انهم (طالبان) يريدون استعادة أفغانستان. ولا نستطيع ان نسمح لهم او لحلفائهم في القاعدة بأن يحققوا ذلك. لا نستطيع السماح بعودة الملاذات الامنة التي خططت ومولت لهجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001». وأضاف: «لكننا لا نستطيع ان ننكر ان نجاحنا في هذا المجال قد يدفعهم اكثر الى عمق باكستان». وأعرب السناتور الديموقراطي راس فينغولد وهو عضو في اللجنة عن قلقه من امكانية امتداد الصراع الى دولة باكستان المجاورة. وقال: «قد ينتهي بنا الامر الى زيادة عدم الاستقرار في باكستان من دون تحقيق تحسن ملموس في أفغانستان. وأوضح ان «الحكومات المدنية ضعيفة وان هناك عدداً متزايداً من المتشددين. الوجود العسكري الاميركي الموسع يمكن ان يكون وصفة لحدوث كارثة في تلك الدول في المنطقة بالاضافة الى أمن أمتنا». وقال مولن انه يشارك فينغولد مخاوفه خصوصاً في ما يتعلق بامكان عبور المتشددين من جنوبأفغانستان الى اقليم بلوشستان في باكستان. وللولايات المتحدة 49 الف جندي في افغانستان وتعتزم تعزيزها الى 68 الفاً بنهاية هذا العام. ولدول اخرى معظمها من حلف شمال الاطلسي حوالى 32 الف جندي. على صعيد آخر، اكد عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي ضرورة وضع شروط للموافقة على منح باكستان مساعدة عسكرية، موضحين ان المساعدة التي قدمت في الماضي منحت من دون اي توضيحات حول مصيرها. ووجه اعضاء ديموقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ تحذيراً الى رئيس اركان الجيوش الاميركية الادميرال مايك مولن الذي طلب 400 مليون دولار لمساعدة باكستان على مكافحة حركة التمرد. وقال رئيس اللجنة جون كيري ان «هناك استياء كبيراً في الكونغرس حول مسألة الاموال التي دفعت في الماضي» لباكستان. وأضاف انه في عهد الادارة السابقة، لم تجر اي محاسبة في ما يتعلق بالمساعدات العسكرية التي بلغت بلايين الدولارات. وأوضح كيري ان «كثيرين منا لم يعرفوا حتى السنة الاخيرة انه خلال ست او سبع سنوات، حولت الادارة السابقة مبالغ كبيرة من الاموال الى باكستان وليس لدينا اي فكرة الى اين ذهبت، ثم علمنا ان معظم هذه الاموال كانت تغذي موازنتهم العامة». وتابع ان «هذا الوضع لا يمكن ان يستمر وعليهم ان يدركوا ذلك». وقال كيري انه قدم مع اعضاء آخرين في مجلس الشيوخ مشروع قانون يضمن «حداً ملائماً من المحاسبة». وطلبت ادارة الرئيس باراك اوباما 400 مليون دولار لتمويل الجهود الرامية الى ضرب التمرد والتي تقوم بها اسلام آباد في 2009 في اطار مشروع موازنة سنوية تهدف الى تمويل حربي العراق وافغانستان حتى 30 ايلول (سبتمبر) المقبل.