دافعت إيران عن موقفها حيال وقف إطلاق النار في سورية، داعية كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية إلى التزام هذه الخطوة من أجل إنجاح الجهود الرامية إلى عقد اجتماع آستانة في 27 كانون الثاني (يناير) الجاري، وفق ما تردد أمس. وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن الجانب الإيراني، بما في ذلك من يُعرفون ب «المستشارين العسكريين» في سورية، «يعملون من أجل صمود وقف إطلاق النار». إلا أنه دافع عن هجوم الجيش النظامي السوري علي وادي بردي الذي يسيطر عليه مسلحو المعارضة قرب العاصمة دمشق، قائلاً «إن هؤلاء المسلحين محسوبون علي جبهة النصرة وهم مستثنون من عملية وقف النار». وتنفي المعارضة وجود «النصرة» («جبهة فتح الشام») في وادي بردى، لكنّ ناشطين يقولون إن هناك بالفعل وجوداً لهذه الجبهة لكن بأعداد قليلة مقارنة ببقية فصائل المعارضة التي تتبع «الجيش السوري الحر». ورأي المصدر المطلع أن هناك «خلافات عميقة» بين الفصائل المسلحة التي يناهز عددها 50 فصيلاً، قائلاً إن بينهم من ينتمي إلى «جبهة النصرة» وإن هذا الطرف هو الذي يضغط علي بقية الفصائل، وتحديداً تلك التي تم الاتفاق معها علي وقف النار، وهذه بدورها تضغط علي الجانب التركي وتهدد بوقف المشاورات التحضيرية لاجتماع آستانة. وكان علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، قد طالب الفصائل السورية المعارضة بإرسال «رسائل واضحة» بابتعادها عن «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» بغية إفساح المجال أمام مساهمتها في ايجاد حل للأزمة «من خلال طرد النصرة وداعش من المدن السورية». وفي هذا الإطار، دعا المصدر الإيراني ل «الحياة» جماعات المعارضة المسلحة إلى «استغلال الأجواء المتوافرة حالياً من أجل المساهمة في ايجاد حل سياسي للأزمة»، قائلاً إن ذلك «لا يصب في مصلحة النظام بقدر ما يصب في مصلحة إرادة الشعب السوري». وفي دمشق، أوردت وكالة «سانا» الحكومية أن الرئيس بشار الأسد استقبل أمس علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني. ونقلت الوكالة عن بروجردي تأكيده أن زيارته على رأس وفد إيراني «تأتي لتهنئة الشعب السوري بالانتصار الذي تحقق في حلب»، معتبراً أن «هذا الانتصار هو خطوة كبيرة نحو إعادة الأمن والاستقرار إلى كل الأراضي السورية». وشدد على أن «إيران وقفت وستقف دائماً إلى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها»، وفق وصفه. أما الأسد فقال «إن إيران وكل الدول التي تقف إلى جانب الشعب السوري هي شريكة في الانجازات التي تتحقق ضد الإرهابيين»، مشيداً بالدعم الذي تقدمه إيران لسورية سياسياً واقتصادياً، على ما جاء في تقرير الوكالة السورية الرسمية التي قالت إن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلم استقبل أيضاً الوفد الإيراني.