أصبحت مصر تواجه صعوبات في الحفاظ على آثارها التاريخية الضخمة، بسبب نقص العائدات السياحية، والأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تواجهها، واصفة خبيرة في الاثار المصرية واستاذة في الجامعة الاميركية في القاهرة، فايزة هيكل، الوضع بال "كارثي". وبعد ثورة العام 2011 وسلسلة من الأحداث الأخيرة، ادى غياب الاستقرار السياسي الى فرار السياح من مصر. وتعتمد وزارة الآثار جزئياً على بطاقات دخول المتاحف والمزارات السياحية والتاريخية كمصدر للدخل للدولة. وقال وزير الاثار، خالد العناني: "منذ كانون الثاني (يناير) 2011، انخفضت ايراداتنا بشكل كبير، ما أثر على حالة الاثار المصرية". وتحتاج الاثار الى جهود متواصلة للحفاظ عليها، بدءاً من اهرامات الجيزة الوحيدة بين عجائب الدنيا السبع التي ما زالت قائمة، إلى المعابد الفرعونية في صعيد مصر، مروراً بالكنائس والمساجد الاثرية". وأوضح وزير الاثار الاسبق زاهي حواس قائلاً: "مع نقص الموارد المالية لا يمكن ترميم اي شيء. انظروا الى المتحف المصري، انه فارغ"، مضيفاً: "الاثار تتدهور في كل مكان في مصر". وعلى ادارة الاثار كذلك دفع رواتب 38 الف موظف، بحسب الوزارة، من بينهم عمال وتقنيون وخبراء ومفتشو آثار، ما يشكل عبئاً كبيراً، في وقت تشهد مصر انخفاضاً لمعدل النمو، وارتفاعاً كبيراً للغاية في نسبة التضخم، ونقصاً في سلع عدة. وفي انتظار عودة السياح، يحاول وزير الآثار خالد العناني تقليل الخسائر من طريق تنظيم بعض الانشطة الاضافية، مشيراً الى فتح المتحف المصري ليلاً او تسويق بطاقات دخول سنوية لتشجيع المصريين على زيارة المناطق الاثرية. وبالتوازي مع ذلك، تواصل بعثات أثرية أجنبية أو مشتركة الحفاظ على جزء من الاثار. غير ان المساعدة الخارجية لا يمكنها تغطية كل شيء. ويعمل العناني على استغلال مزيد من المواقع الاثرية مثل مقبرتي "نفرتاري" و"سيتي الاول"، اللتين اعيد فتحهما اخيراً للجمهور. كما اعيد هذا العام فتح متحف "ملوي" في محافظة المنيا الذي تم نهبه في العام 2013. ومن جهة اخرى، من المقرر ان يتم افتتاح المتحف المصري الكبير، ولو جزئياً في العام 2018، وهو متحف جديد يقع بالقرب من اهرامات الجيزة سيضم آثاراً فرعونية، ويتم تشييده وتجهيزه بمعاونة بعثة التعاون اليابانية. وبالنسبة لبعض مشروعات الترميم، يمكن لوزارة الآثار أن تحصل على تمويل خاص، كما حدث هذا العام بالنسبة للمعبد اليهودي في الاسكندرية، وكنيسة ابو مينا اللذين تم تسجيلهما ضمن التراث العالمي في منظمة اليونيسكو.