بغداد، أنقرة، هيوستن - رويترز، أ ف ب - منح العراق شركات عالمية عقوداً لتطوير ثلاثة حقول غاز طبيعي رئيسة، في ثالث جولة من المناقصات يجريها منذ العام 2003، وفق ما أعلن وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني في بغداد أمس. وأوضح أن ائتلاف شركات تقوده «كويت انرجي» وشركة النفط التركية «تباو» فاز بعقد تطوير حقل سيبا للغاز الذي يبلغ احتياطه 1.1 تريليون قدم مكعبة. وفازت شركتا «كوجاس» الكورية الجنوبية و «كازمو نايجاس» من قازاخستان بعقد تطوير حقل غاز «عكاس» في غرب العراق، وتقدر احتياطاته بنحو 5.6 تريليون قدم مكعبة. كما فازت شركة النفط التركية «تباو» و «كويت إنرجي» وشركة النفط الكورية الجنوبية «كوجاس»، بعقد تطوير حقل المنصورية في محافظة ديالى. وأشار الشهرستاني إلى أن وزراته ستوقع في الأيام المقبلة اتفاقات مبدئية مع الشركات الفائزة بعقود تطوير حقول الغاز الثلاثة التي تبلغ احتياطاتها الإجمالية نحو 11.23 تريليون قدم مكعبة توازي عشرة في المئة من احتياطات الغاز العراقية. وأوضح أن العراق تلقى عرضين لحقل عكاس الأول من شركة النفط الفرنسية العملاقة «توتال» وشركة «تباو» التركية، والثاني من «كوجاس» الكورية الجنوبية و «كازمو نايجاس» من قازاخستان. وأعلن أن بعض شركات النفط الكبرى التي فازت بعقود لحقول نفط في مناقصتي العام الماضي «يحرز تقدماً أسرع من المخطط له في تطوير المكامن». وكان العراق أبرم العام الماضي 11 اتفاقاً لتطوير بعض أضخم حقوله النفطية بما قد يسمح له بزيادة طاقة إنتاج الخام الى أربعة أمثالها لتبلغ 12 مليون برميل يومياً في غضون ست أو سبع سنوات. واستبعد الشهرستاني أن تغير منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المستويات المستهدفة لإنتاج النفط في وقت لاحق هذا العام. وقال: «حتى الآن لا مؤشر في السوق يستدعي إعادة النظر في مستويات الإنتاج المستهدفة... إذا كانت أسعار النفط فوق 75 دولاراً فلا حاجة إلى اجتماع استثنائي لمراجعة هدف الإنتاج». ولم يستبعد أكبر مستشاري رئيس الوزراء العراقي ثامر الغضبان، امكان تصدير الغاز الطبيعي مستقبلاً من الحقول الثلاثة «بمجرد الوفاء بالحاجات المحلية». وقال: «لا شك في أنها كانت مناقصة ناجحة ... ستنتج (الحقول) 800 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز الذي نحتاج إليه بالتأكيد لتوليد الكهرباء وكلقيم للمصانع». وعن امكان تصدير الغاز من الحقول، اكد ان «لا مشكلة في ذلك. نحتاج أولاً الى تلبية طلب السوق المحلية ولا أرى مشكلة تحول دون تصدير الغاز مستقبلاً. سيكون هذا محل تفاوض وقد يتم ذلك في المستقبل». الشركات وفي أنقرة، أعلن الرئيس التنفيذي ل «تباو» محمد أويسال أن الشركة ستنافس في مناقصات النفط والغاز المستقبلية في العراق. وأوضح أنها وشركاءها «يريدون الشروع سريعاً في الاستثمار في العراق وبلوغ مرحلة انتاج الغاز الطبيعي في أقرب وقت». وقال نائبه بسيم سيسمان خلال المناقصة في بغداد، إن الشركة وشركاءها يتوقعون استثمار 2.5 بليون دولار لتطوير الحقل. وأضاف: «اننا سعداء جداً بالفوز بعقد حقل سيبا مع كويت انرجي. ليست لدينا أي مخاوف بخصوص الأمن... ولا نعلم حتى الآن إذا كنا سنصدر الغاز من سيبا. الغاز ملك للعراق». وأملت الرئيسة التنفيذية ل «كويت إنرجي» سارة أكبر على هامش المناقصة، في توقيع عقد مبدئي في شأن حقل سيبا في غضون شهر. وأضحت أن «الغاز المستخرج سيباع في السوق العراقية». أما نائب رئيس «كوجاس» مدير مجموعة مشروع العراق كيم ميونغ فرجح «توقيع العقد في غضون شهرين او ثلاثة». وأحجم عن التعليق في شأن الاستثمار في الحقل لكنه توقع أن «تكون الصفقة مربحة». الى ذلك، أعلن رئيس شركة تسويق النفط العراقية (سومو) فلاح العامري أمس أن العراق يعتزم تصدير أكثر من 1.9 مليون برميل يومياً من النفط خلال الشهر الجاري. ويذكر ان صادرات العراق من النفط الخام ارتفعت إلى 2.021 مليون برميل يومياً في أيلول (سبتمبر)، من 1.789 مليون في آب (أغسطس). عقود في كردستان على صعيد متصل، أعلنت شركة «ماراثون أويل» فوزها بعقود في أربع مناطق تنقيب في إقليم كردستان العراق. وأفادت في بيان، أنها وقعت عقود مشاركة في الإنتاج لتشغيل المواقع إلى جانب عقدين لتملك حصة 80 في المئة في منطقتين مفتوحتين شمال شرقي أربيل هما حرير وسفين، على أن تمتلك حكومة إقليم كردستان العشرين في المئة المتبقية. وأوضحت أنها حصلت أيضاً على أعمال في منطقتين شمال وشمال غربي اربيل، هما اتروش وسرسنك. وقال ناطق باسمها انها تعتزم فتح مكتب لها في كردستان.