فشل أكثر من 1100 مهاجر أفريقي في اقتحام جيب سبتة الإسباني في المغرب، بينما أصيب العشرات من الشرطة الإسبانية والمغربية بجروح بعد اشتباكات أدت إلى اعتقال 800 مهاجر، بحسب ما أعلنت حكومتا البلدين. وأظهرت لقطات بثها تلفزيون «فارو» المحلي عشرات المهاجرين يتسلقون سياجاً من الأسلاك الشائكة بارتفاع ستة أمتار ويصلون إلى قمته في وقت مبكر أمس (الأحد)، قبل إنزالهم بالروافع، وذكرت إسبانيا أن حوالى 1100 مهاجر حاولوا عبور السياج. وقالت الحكومة الإسبانية في بيان إنه تم السماح لشخصين فقط بدخول سبتة لنقلهما إلى المستشفى وأعيد الباقون إلى المغرب، بينما أصيب خمسة من رجال الشرطة الإسبانية و50 من المغرب بعدما استخدم المهاجرون الحجارة والقضبان الحديدية في محاولة لعبور البوابات واقتحام السياج. وذكرت وزارة الداخلية المغربية أنه اعتقل حوالى 800 مهاجر، وأن عشرة من أفراد قوات الأمن أصيبوا بإصابات خطرة. وأضافت في بيان أنه من الآن سيتم تقديم أولئك الذين يقومون بمثل هذه المحاولات للسلطات القضائية المختصة التي ستحدد إمكان طردهم من المملكة أو توقيع عقوبات أشد عليهم طبقاً لخطورة الفعل. وغالباً ما يستخدم المهاجرون الأفارقة جيبي سبتة ومليلية الإسبانيين في المغرب لدخول أوروبا، إما بتسلق الأسيجة الحدودية أو السباحة عبر الساحل. وكان المغرب أطلق الشهر الماضي حملة لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين، خصوصاً من أفريقيا جنوب الصحراء، في إطار سياسة هجرة «مندمجة و متكاملة» أطلقها المغرب في العام 2014 للحفاظ على حقوق المهاجرين. وتعرضت إسبانيا لانتقادات حادة من منظمات لحقوق الإنسان لسماحها بإعادة بعض المهاجرين في مثل هذه الحالات إلى المغرب فوراً. وتمكن أكثر من 400 مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء من شق طريقهم عبر السياج ودخول سبتة في أوائل كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بينما أصبحت ليبيا نقطة عبور أكثر شيوعاً للمهاجرين الأفارقة الذي يأتي معظمهم من دول جنوب الصحراء ويحاولون العبور إلى إيطاليا باستخدام القوارب. ويعد العام 2016 الأسوأ بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين، إذ لقي حوالى خمسة آلاف شخص حتفهم أثناء عبورهم البحر المتوسط في طريقهم إلى أوروبا، بحسب «المنظمة الدولية للهجرة».