أبدت مجموعة من مديرات مدارس البنات في محافظة جدة قلقهن من عدم توفير وزارة التربية والتعليم حارسات أمن لتنظيم عملية دخول وخروج الطالبات والزائرات، خصوصاً في المرحلتين المتوسطة والثانوية في المدارس الحكومية أسوة بالمنشآت النسائية الأخرىمتمنيات من «الوزارة» السماح بتوظيف حارسات مختصات للسيطرة على الأمن قبل وأثناء وبعد انتهاء اليوم الدراسي. وفي هذا الصدد، كان المدير العام للتربية والتعليم للبنات في محافظة جدة أحمد الزهراني أصدر «تعميماً» إلى جميع منشآت التعليم والتدريب الأهلية في المحافظة، مؤكداً خلاله أهمية تأمين حراسة أمنية مدنية (سعودية) على المنشآت التعليمية الأجنبية والأهلية، وعدم تشغيل حراس أمن غير سعوديين، وذلك استجابة لتوجيهات المدير العام للشؤون الإدارية والمالية في وزارة التربية والتعليم بشأن نظام الحراسة «المدنية الخاصة» بالمنشآت التعليمية «الأجنبية والأهلية»، والصادرة ضمن فقرات المرسوم الملكي، مشدداً على عدم مخالفة النظام تفادياً للتعرض للعقوبات التي تنص عليها اللوائح. وأكدت مديرة الثانوية ال 13 في جدة لمعه الجهني أن وجود حارسة أمن متخصصة تدير بوابة المدرسة أصبح حاجة ملحة للمدارس، إذ إن الحارس عندما يسمح للزائرة بالدخول لا يرى وجهها فلا يستطيع التعرف عليها بعد ذلك، أو عندما يذهب الحارس إلى الرئاسة تضطر إحدى المستخدمات في النظافة إلى أخذ مكانه لمراقبة البوابة لكن عملهن في الحراسة ليس مثل حارسة أمن متدربة من شركة مختصة، إضافة إلى أن ذلك يؤدي إلى نقص في عاملات النظافة حتى عودة الحارس، كما أن حارسة الأمن من واجبها الانتظار مع الطالبات بعد انتهاء الدوام بدلاً من المعلمات المناوبات اللائي يجهدن أثناء المناوبة بعد عمل يوم كامل من الحصص والدروس ثم يراقبن البوابة وبعض الطالبات يتأخرن في الذهاب إلى بيوتهن حتى الساعة الرابعة عصراً، كل هذا مجهود إضافي يقع على المعلمة ما يدفعها غالباً إلى الغياب عن المدرسة في اليوم التالي، لذا من الأفضل لو وجدت حارسة أمن متخصصة عند بوابة المدرسة. وتوقعت الجهني عدم ممانعة وزارة التربية والتعليم في توظيف كادر نسائي في الحراسة الأمنية عند بوابات مدارس البنات، خصوصاً أن الوزارة تدرك قانونية الاستعانة بحارسات الأمن عند بوابات المدارس، لكنها أرجعت عدم استطاعتها توظيف الحارسات إلى الموازنة المحددة لكل مدرسة التي لا تسمح بمصاريف إضافية في الوقت الذي لا يمكنها فيه الاستغناء عن إحدى المستخدمات. وأشارت الوكيلة السابقة للثانوية 53 في جدة خديجة الطايفي إلى أن الفكرة ربما لم تطرح على الوزارة حتى الآن، على رغم أهميتها وحاجة المدارس لها من أجل تنظيم عملية خروج ودخول الطالبات والزائرات للمدرسة، خصوصاً المرحلة الثانوية، إذ إن طالبة الثانوية تعيش في زمن انفتاح وأصبحت مراهقة كبيرة تفهم الأمور أكثر، وتتصرف بحذر وتعرف أساليب الخروج من المدرسة والدخول من دون أن يفضح أمرها، فقد لجأت بعض الطالبات لحيلة ارتداء تنورة فوق المريول المدرسي وعند خروجها يعتقدها الحارس زائرة ويفتح لها البوابة. وعادت الطايفي وتمنت من الوزارة تطبيق الفكرة حتى لو من باب التجربة مثل بعض البرامج الأخرى، مؤكدة محاسنها من حيث انضباط عملية الخروج والدخول، إذ إن حارسة الأمن ستكشف وجه الطالبة عند الدخول والخروج وبالتالي سيصبح هناك انضباط أكثر مثل الجامعة. ورفضت الطايفي، في حال تم توظيف حارسات أمن في مدارس البنات، إعطاءهن صلاحيات داخل المدرسة واحتكاكهن مع الطالبات، مشددة على الاكتفاء بحصر وظيفتهن بإدارة البوابة فقط، وأشارت إلى أن كل مدرسة بحاجة إلى اثنتين من حارسات الأمن عند البوابة. وفي السياق ذاته، أكدت وحدة الإعلام التربوي في إدارة تعليم البنات في جدة، أنه لم يصدر تعميم يخص المدارس الحكومية بشأن الحراسات الأمنية حتى الآن.