أجلت مالي والمنظمة الدولية للهجرة 159 من المواطنين الماليين من ليبيا، كان القسم الأكبر منهم عالقاً هناك بعد محاولتهم الهجرة إلى أوروبا. وأعادت طائرة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة ووصلت مساء أول من أمس إلى باماكو، هذه المجموعة المؤلفة من رجال ونساء. واستقبلها في مطار العاصمة مسؤولون في وزارة الحماية المدنية ووزارة شؤون الماليين في الخارج والمنظمة الدولية للهجرة، ورجال إطفاء. ونُقل العائدون من المطار، إلى مقرات تابعة للدفاع المدني حيث أُحصوا وتلقوا العلاج واللقاح وباتوا ليلتهم، ثم أُعيدوا أمس، إلى ذويهم. وكان بينهم عدد من كبير من القُصّر، 3 منهم لا يرافقهم أحد ومرضى. وكان 40 من العائدين موقوفين في السجون الليبية، وفق ما قال المدير الإقليمي للدفاع المدني في باماكو، القائد بكري داو، موضحاً أنها عملية إعادة طوعية. وقال داو: «نظراً إلى الصعوبات التي كانوا يواجهونها في ليبيا، وافقوا على العودة طوعاً الى البلاد»، موضحاً أن الحكومة بذلت كل ما في وسعها «من أجل تسهيل عودتهم لتأخذهم على عاتقها في باماكو وترسلهم إلى وجهتهم النهائية إلى عائلاتهم». وتحدث كثيرون منهم عن سوء المعاملة وانعدام العناية الصحية وأعمال العنف العرقية. وكان القسم الأكبر منهم وصل إلى ليبيا أملاً باجتياز البحر المتوسط والوصول إلى أوروبا. وقال أحد العائدين أنه توجه إلى ليبيا في العام 2014 وتعرض للتوقيف في عرض البحر، بينما كان متوجهاً إلى إيطاليا، ثم أُعيد إلى ليبيا التي سُجن فيها مدة سنة. وأضاف: «عاملونا معاملة سيئة جداً». وذكر آخر أنه سُجن أكثر من 3 أشهر، تعرض خلالها لسوء المعاملة. وقال: «لم أتمكن في السجن من الاتصال بعائلتي وأصدقائي». وأضاف: «في كل سجون ليبيا، يضربون الناس، ويسيئون المعاملة وخصوصاً الأفارقة السود». وتقول السلطات المالية إن هذه العملية هي الثانية لإعادة أفراد من رعاياها من ليبيا في العام 2016، بعد أن حصلت الأولى في آب (أغسطس) الماضي. ومن المقرر تنفيذ عمليات إجلاء أخرى في مواعيد لم تُحدَد. من جهة أخرى، أعلنت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن مراكز إيواء المهاجرين في صربيا امتلأت عن آخرها بحيث يواجه أكثر من ألف شخص النوم شتاءً في العراء في البلد الواقع في منطقة البلقان الذي أصبح مثل عنق الزجاجة بعد أن أغلق الاتحاد الأوروبي حدوده. وهناك 7 آلاف مهاجر تقريباً معظمهم من أفغانستان والعراق وسورية محاصرون في صربيا، أمضى كثر منهم شهوراً في دولة لا تتمتع بالموارد المالية اللازمة لرعايتهم ولا يرغب معظمهم بالبقاء فيها. وعلى رغم إغلاق ما يسمى ب «طريق البلقان» رسمياً، ما خفف الضغوط عن الدول الغنية مثل ألمانيا، تقدّر وكالات إغاثة أن أكثر من 100 مهاجر جديد يدخلون صربيا يومياً بينما لا يُسمح سوى لنحو 20 بدخول هنغاريا وهي جارتها الوحيدة في منطقة «شينغن» الأوروبية. وقالت ناطقة باسم هيئة إنقاذ الطفولة، في مركز مكتظ في العاصمة الصربية بلغراد حيث تشجع المنظمة الخيرية العالمية الأطفال على المشاركة في نشاطات تهدف إلى مساعدتهم على التعايش مع ظروفهم الصعبة، إن حوالى نصف هؤلاء من الأطفال وإن هناك طفلاً بين كل 10 أطفال من دون مرافق. وتعهدت صربيا بتوفير 6 آلاف سرير ووصلت إلى هذا الرقم تقريباً لكنها دعت الاتحاد الأوروبي إلى تقديم المزيد من الإسهامات للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة. وقالت ناطقة باسم المفوضية: «كل مراكز الاستقبال ممتلئة»، مضيفةً أنه ليس واضحاً ما إذا كانت صربيا ستزيد من الطاقة الاستيعابية. وكانت السلطات الصربية عثرت على 77 مهاجراً مختبئين في مركبتي شحن الإثنين الماضي.