التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولين ايرانيين في طهران أمس خلال زيارة تهدف الى كسب التأييد لترشيحه على رأس حكومة جديدة في العراق. والتقى المالكي الذي استقبله وزير الخارجية منوشهر متقي، النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي بالإضافة الى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ويجري المالكي حالياً مشاورات عدة لحشد التأييد لتعيينه على رأس الحكومة بعد مرور سبعة اشهر على الانتخابات. وأعلن خامنئي خلال استقباله للمالكي «ان العراق شعب يقظ ولا يوجد بين ابناء الشعب العراقي خلاف سني وشيعي وإنهم في مختلف مناطق العراق يعيشون معاً (...) والعراق اصبح في حال امنية افضل مما كان عليه». وأضاف: «نحمد الله ونشكره على اطفاء نار الفتنة الطائفية (...) وتحقق الأمن (...) ونتوجه اليوم إلى تشكيل حكومة (...) وتسريع عملية البناء والإعمار الذي تعطل في زمن الدكتاتورية التي بددت ثروات العراق». واعتبر المالكي ان العلاقات بين العراق وإيران «استراتيجية». وكان متوقعاً ان يلتقي المالكي الرئيس محمود احمدي نجاد. وأعلن رؤوف شيباني، نائب وزير الخارجية الإيراني، ان «المالكي سيتوجه ايضاً الى قم المقدسة (...) حيث سيجري محادثات»، على ما نقلت عنه وكالة «ايرنا». وقد يلتقي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المقيم في المدينة حيث يتابع دراسات دينية. وقال شيباني:»في الوضع الراهن. وإذا أخذنا رحيل القوات الأجنبية في الاعتبار فإن اختيار المالكي الذي يتمتع بخبرة طويلة في قيادة البلاد (...) يبدو الأفضل من اجل العراق». وأسفرت الانتخابات التشريعية في السابع من آذار (مارس) الماضي عن فوز رئيس الوزراء السابق اياد علاوي ب91 مقعداً في حين نال ائتلاف المالكي 89 مقعداً، والائتلاف الوطني 70 مقعداً. الا ان اياً من هذه الكتل لم يتكمن من تشكيل ائتلاف ولا يزال المالكي، على رغم حصوله مطلع تشرين الأول (اكتوبر) الجاري على تأييد الكتلة الشيعية الرئيسية في مجلس النواب، في حاجة الى دعم قوى مثل «المجلس الإسلامي الإسلامي الأعلى» القريب من طهران. واتهم علاوي ايران بالسعي الى «زعزعة الاستقرار» في الشرق الأوسط وبالتدخل في العملية السياسية العراقية. وقال علاوي لشبكة «سي ان ان» الأميركية «نعلم ويا للأسف ان ايران تحاول قلب الأمور في المنطقة وزعزعة استقرارها عبر زعزعة استقرار العراق واستقرار لبنان والقضية الفلسطينية». وأكد ان طهران تتدخل في العملية السياسية في بلاده، وقال «طبعاً في العراق، يمكنني القول في شكل جازم ان ايران تحاول تغيير العملية السياسية وفق مصالحها»، لافتاً الى انها البلد الوحيد في المنطقة الذي ينتهج هذا السلوك. ورفض السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي هذه الاتهامات وقال في تصريح إلى وكالة فارس انها «خاطئة» و»لا اساس لها». وأوضح ان «المالكي تم تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة وهو اعتبر انه من الضروري اجراء مشاورات مع الدول المجاورة وذات النفوذ في المنطقة». وأشار تلفزيون «العالم» الإيراني الناطق بالعربية الى ان المالكي الذي سبق ان توجه الى سورية والأردن في اطار جولته على دول المنطقة، من المقرر ان يزور ايضاً تركيا ومصر وعدداً من دول الخليج بعد مغادرته ايران.