دعت وزارة الحج والعمرة وفد شؤون الحج الإيراني إلى البحث في ترتيب قدوم الإيرانيين في الموسم المقبل، وفي ما سيقدم إليهم من خدمات، بعدما منعتهم من تأدية هذه الفريضة العام الماضي. وقال وزير الحج الدكتور محمد بنتن إن «حكومة خادم الحرمين الشريفين ترحب بالحجاج الإيرانيين، والمعتمرين والزوار كافة من دون النظر إلى جنسياتهم أو انتماءاتهم المذهبية». وأضاف أن الوزارة «بدأت في عقد لقاءات مع رؤساء وفود مكاتب شؤون الحج في أكثر من 80 دولة لتنظيم الإجراءات، وبينهم وفد شؤون الحج في إيران الذي قدمت إليه الدعوة للقدوم إلى المملكة». وأوضح أن هذه «اللقاءات تأتي بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمناقشة تنظيم قدوم الحجاج هذا العام من أقطار العالم الإسلامي، وتزويدهم بالتعليمات، ما يمكّن ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، والبناء على نجاحات موسم الحج الماضي»، مؤكداً أن «السعودية حريصة على تطبيق الأنظمة والتعليمات الهادفة إلى تيسير موسم حج هذا العام على أكمل وجه». وتابع أن «هذه اللقاءات التي تتم بصورة مجدولة لمناقشة ترتيبات قدوم الحجاج وخدماتهم تتم بالتنسيق مع مؤسسات أرباب الطوائف والنقابة العامة للسيارات ومكتب الوكلاء الموحد ومؤسسة الإدلاء في المدينةالمنورة، وأن استراتيجية وزارة الحج والعمرة تعمل وفق خطة متكاملة للتنسيق مع الأطراف كافة وممثلي شؤون الحج في بلدانهم لتنظيم قدومهم وإسكانهم وتنقلاتهم». يذكر أن إيران منعت حجاجها من تأدية هذه الفريضة العام الماضي، وأكدت وزارة الحج والعمرة حينها أن طهران رفضت توقيع محضر إنهاء ترتيبات قدوم حجاجها. وبعد مضي أسبوعين عاد الوفد الإيراني للتفاوض مع وزارة الحج ، وتم عقد اجتماعات بين الطرفين في جدة. وتضمنت محاور الاجتماع عدداً من النقاط، من أبرزها إصدار التأشيرات إلكترونياً في طهران، بموجب آلية معينة، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني، والموافقة على طلب الوفد السماح بتمثيل ديبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح الحجاج، إذ تم التنسيق الفوري مع الجهات المختصة لتنفيذ ذلك، ووافقت الرياض. ولكن وفد منظمة الحج لإيرانية قرر مغادرة السعودية من دون توقيع محضر إنهاء الترتيبات، وارتفعت وتيرة تصريحات المسؤولين العدائية ضد السعودية، إذ اتهم المرشد الأعلى علي خامنئي السعودية بمنع الحجاج تأدية هذه الفريضة، وطالب بتدويل الحج. فيما أكد ولى العهد السعودي الأمير محمد بن نايف في اليوم ذاته أن المملكة ستتعامل ب «حزم وحسم» مع أي جهة تهدد أمن الحج والحجيج، وقال إن «تصريحات المسؤولين الإيرانيين لا تستند إلى أي صدقية».