تواصل إيران تضليلها الرأي العام الإسلامي والدولي، عبر تصريحاتها المتتالية بأن السعودية منعت حجاجها من أداء الفريضة العام الحالي، وبحسب مصدر ذي علاقة فإن الوفد الإيراني امتنع عن توقيع الاتفاق قبل ثلاثة أشهر. بينما تؤكد المملكة من وقت لآخر ترحيبها بجميع حجاج بيت الله من جميع دول العالم، وأنها - قيادةً وحكومةً وشعباً - ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الجنسيات. ورداً على سؤال ل«الحياة» عن التصريحات الإيرانية المتوالية، التي كان آخرها انتقاد خطيب جمعة طهران محمد علي كرماني للمملكة بخصوص الحجاج الإيرانيين، التي نقلتها وسائل إعلام إيرانية أمس، قال مصدر: «سبق لوزارة الحج أن أصدرت بيانين في هذا الصدد، يمكن الرجوع إليهما، ردت فيهما على أكاذيب إيران». ويأتي التصعيد الإيراني ضد السعودية، متناقضاً مع وقائع الاجتماعات التي شهدتها مدينة جدة قبل نحو 3 أشهر وحرصت المملكة خلالها على تمكين الحجاج الإيرانيين من أداء فريضتهم، بيد أن الوفد الإيراني سعى لإجهاضها، من خلال تغيبه عن جلساتها، ثم مغادرته من دون إبداء أي أسباب واضحة، ومن دون التوقيع على المحاضر، التي تغيب عن بعضها من دون أعذار واضحة. وكانت الوزارة قالت في بيانها السابق: «في كل عام، وبتوجيهات من حكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، توجه وزارة الحج والعمرة الدعوة إلى جميع المسؤولين عن شؤون الحج في الدول العربية والدول الإسلامية والدول ذات الأقليات الإسلامية، للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون حجاجهم، إذ يصل عدد هذه الدول إلى أكثر من 78 دولة، بينها إيران». وأوضحت وزارة الحج في وقت سابق رفض منظمة الحج والزيارة الإيرانية، التي زارت السعودية في أواخر أيار (مايو) الماضي، التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات قدوم حجاجها هذا العام، وأكدت في بيانها السابق، الصادر في ال20 من شعبان الماضي، تلبية رغبة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية والوفد المرافق له في القدوم إلى المملكة للتوقيع على محضر إنهاء ترتيبات قدوم الحجاج الإيرانيين لأداء فريضة الحج عام 1437ه. وأضافت الوزارة في حينه أنه تم استقبال الوفد رسمياً واستضافته، وتقديم كل التسهيلات، بما فيها تمكينهم من أداء مناسك العمرة، ثم عُقدت اجتماعات متواصلة على مدى يومي ال18 وال19 من الشهر ذاته، امتدت ساعات طويلة، ناقش خلالها الطرفان جميع الأمور التي سبق تداولها في الاجتماعات السابقة. كما قدمت وزارة الحج والعمرة عدداً من الحلول لكل النقاط التي طالبت بها منظمة الحج والزيارة الإيرانية، المتمثلة بإصدار التأشيرات إلكترونياً من داخل إيران، بموجب آلية اتفقت عليها مع وزارة الخارجية السعودية، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني، والموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم، إذ تم التنسيق الفوري مع الجهات المختصة لتنفيذ ذلك». وبينت الوزارة أنه فجر يوم الجمعة 20 شعبان أبدى الوفد الإيراني رغبته في المغادرة إلى بلاده من دون توقيع محضر ترتيبات شؤون حجاجهم، وبناءً عليه تؤكد وزارة الحج والعمرة أن بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج تتحمل أمام الله، ثم أمام شعبها مسؤولية عدم قدرة مواطنيها على أداء الحج هذا العام. وشددت على رفض المملكة القاطع تسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين، وأنها على استعداد دائم للتعاون في ما يخدم حجاج بيت الله الحرام ويسهل إجراءات قدومهم.