فيما أوضحت السعودية خلفيات الاعتراضات الإيرانية ورفض طهران توقيع اتفاقية الحج، أسوة بجميع الدول الإسلامية، بإصرارها على إقامة المظاهرات والمسيرات، ورفض المشاركة في نقل الحجاج والتأشيرات الإلكترونية، شنَّ القادة الإيرانيون حملة تضليل لشعبهم، ضد السعودية، بأنها تهدف إلى ضرب كرامة الإيرانيين، فيما أكد المرجع التقليدي للنظام، آية الله همداني، أن كرامة الإيراني أهم من الحج، وذكرت مؤسسة الحج التابعة للمرشد ثمانية أسباب مفتعلة ومكذوبة عن أسباب المنع من الحج. شرعت السلطات الإيرانية في شن حملة إعلامية واسعة، تتضمن كما كبيرا من الأكاذيب، حول حقيقة منعها لحجاجها من أداء فريضة الحج لهذا العام. ونقلت صحيفة تليجراف البريطانية عن وزير الثقافة الإيراني علي جنتي، قوله إن "العقبات وضعها السعوديون"، بينما ذهبت مؤسسة الحج الإيرانية إلى القول إن "الرياض تعارض حق الإيرانيين المطلق في الذهاب إلى الحج". كما أوردت وكالة أنباء فارس أول من أمس، تصريحات لمسؤولين في مؤسسة الحج، التابعة للمرشد علي خامنئي، أوردت أن ثمانية أسباب وقفت وراء عدم قدوم الإيرانيين لأداء الفريضة، إلا أن الوكالة لم تذكر سوى ثلاثة أسباب، تمثلت في عدم إعطاء تأشيرات لحجاج إيران، وعدم السماح للحجاج باستعمال الطيران الإيراني. ومن جانبه، قال مسؤول الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، لوكالة أنباء إيسنا، إن المملكة لم تسمح لهم بزيارة بيت الله. مزاعم متضاربة عضو مجلس الخبراء الإيراني، ايت الله همداني، قال بدوره في تصريحات نقلتها إيسنا، أمس، "السعودية أغلقت الحج علينا، بهدف ضرب كرامتنا، وهي أغلى شيء لنا، وزيارة الحج ليست واجبة إذا تسببت بضرب كرامتنا". مما يعني - حسب قوله - إن كرامة الإيرانيين أهم من أدائهم لفريضة الحج. ونفت المملكة تلك المزاعم، وأكدت وزارة الحج في بيان رسمي، أنها وافقت على إصدار تصاريح الحج للإيرانيين في طهران، إليكترونيا، بموجب آلية اتُّفِق عليها مع وزارة الخارجية السعودية، كما تم الاتفاق مع الوفد الإيراني الذي زار المملكة مؤخرا على مناصفة نقل الحجاج بين الخطوط السعودية ونظيرتها الإيرانية، إضافة إلى الموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم، وتم التنسيق الفوري مع الجهات المختصة لتنفيذ ذلك. تفنيد الأكاذيب الوزارة في بيانها "حرصا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته، فقد تمت تلبية رغبة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية والوفد المرافق له للقدوم إلى المملكة العربية السعودية، للتوقيع على محضر إنهاء ترتيبات قدوم الحجاج الإيرانيين لأداء فريضة الحج لعام 1437، وتم استقبال الوفد رسميا، واستضافتهم، وتقديم كل التسهيلات، بما فيها تمكينهم من أداء مناسك العمرة، بعد ذلك عقدت اجتماعات متواصلة في يومي -18 19/ 8/ 1437، امتدت لساعات طويلة، وناقش الطرفان جميع الأمور التي سبق تداولها في الاجتماعات السابقة، حيث قدمت وزارة الحج والعمرة عددا من الحلول لكل النقاط التي طالبت بها منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غير أنه وفي فجر يوم الجمعة الموافق 20/ 8/ 1437، أبدى الوفد الإيراني رغبته في المغادرة إلى بلاده، دون توقيع محضر ترتيبات شؤون حجاجهم، وبناء عليه، تؤكد وزارة الحج والعمرة أن بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج، تتحمل أمام الله ثم أمام شعبها مسؤولية عدم قدرة مواطنيها على أداء الحج لهذا العام، كما توضح رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين". تلفيق التهم امتدادا لسياسة تلفيق التهم، اتهمت الشرطة الإلكترونية الإيرانية، المملكة بأنها خلف اختراق أحد المواقع الحكومية في طهران، مشيرة إلى أنها تعقبت القراصنة واكتشفت ثلاثة عناوين "آي بي" تابعة، لثلاث دول عربية، من ضمنها السعودية، دون ذكر الدولتين المتبقيتين. وأضافت أن القراصنة المحتملين استهدفوا المركز الإحصائي لإيران في 24 مايو، مما تسبب في توقفه عن العمل. وقال رئيس الشرطة الإلكترونية، كمال هادينفر "إن طهران سلمت تقريرا مُفصلا لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية عن عناوين آي بي ومواقعها بشكل دقيق". وقال "ترصدنا لهذا الاختراق في 24 مايو الذي تم إجراؤه في ثلاث دول من قبل ثلاثة قراصنة سعوديين، شنوا هذه الهجمات على المركز الإحصائي الخاص بإيران"، مستدركا أن هذا الهجوم ليس مهما من الناحية التقنية. وكانت مؤسسات عالمية متعددة قد أكدت في أوقات سابقة مسؤولية النظام الإيراني في اختراق العديد من أنظمتها الحاسوبية واختراقها، وهي السياسة التي درجت إيران على اتباعها في مرات عديدة، كان من بينها محاولات لاختراق أنظمة شركة أرامكو والعديد من الشركات السعودية الأخرى، وهو ما أثبتته تقارير صادرة عن جهات عالمية متخصصة في مكافحة القرصنة. طلب التظاهر كان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد فجر مفاجأة مدوية، عندما أعلن في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني، فيليب هاموند، أن طهران كانت تطالب بإقامة شبه مظاهرات ومزايا، كانت ستخلق من خلالها فوضى، وبالتالي فمن واجب السعودية، تأمين الحج، وتم رفض مطالبهم، مشيرا إلى أن المملكة تأخذ على محمل الجد كل مسؤولياتها بالحجيج، ولا تمنع أحدا من القدوم لأداء الفريضة، حيث يجري التفاهم والتشاور في كل عام، مع أكثر من 70 دولة، وينتهي بالتوقيع على مذكرة تفاهم لضمان أمن وسلامة الحجاج. وتابع "إذا كانت لدى إيران نوايا بالمراوغة فهذا أمر سلبي، وإذا كانت نواياهم تتعلق باحتياجاتهم، فنحن قبلنا بتوفيرها، ورفضوا التوقيع على محضر ترتيبات الزيارة للحج، وإيران هي التي تتحمل مسؤولية ذلك أمام الله".