جرت أمس، عمليات بحث للعثور على فرنسية في ال 60 من العمر تدعى صوفي بيترونان وتدير منظمة غير حكومية لمساعدة الأطفال، بعدما خطفها مسلحون في غاو بشمال مالي. وتعمل بيترونان منذ مطلع سنوات ال 2000 في كبرى مدن شمال مالي على رأس جمعية «ايد آ غاو» (مساعدة غاو) التي انشأتها لتقديم المساعدة للأطفال الذين يعانون سوء التغذية. ونجت بيترونان وهي طبيبة تغذية في العام 2012 في اللحظة الأخيرة من مسلحين متشددين سيطروا لأشهر على غاو، بفضل متمردين طوارق هربوها إلى الجزائر. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، خطف بيترونان في ليلة عيد الميلاد، مؤكدةً أنها «على اتصال مع السلطات المالية وتبذل كل جهدها للبحث عن مواطنتنا وتحريرها بأسرع وقت ممكن». وفتحت نيابة باريس تحقيقاً بتهمة الخطف والاحتجاز من جانب عصابة منظمة، وفق مصدر قضائي. وقال المصدر إنه عهد بالتحقيق الى جهاز الاستخبارات «الإدارة العامة للأمن الداخلي» وإلى قيادة الدرك القضائي، الشرطة القضائية العاملة لدى القوات المسلحة الفرنسية في الخارج. وأكد مصدر أمني مالي في باماكو: «نواصل البحث للعثور على صوفي. لدينا رجال على الأرض للعثور عليها لكن حتى الآن لم نتوصل إلى أي نتيجة». وذكر مصدر عسكري فرنسي أن «جنوداً فرنسيين من قوة برخان يشاركون فعلياً بعمليات البحث مع الماليين»، من دون أن يضيف تفاصيل. وتضم عملية برخان 4 آلاف رجل في منطقة الساحل وتملك قاعدة عسكرية مهمة في غاو تضم مروحيات. وإذا لم يتم الإفراج عنها بسرعة بعدما أثبتت التجربة أن الساعات الأولى التي تلي الخطف حاسمة، فإن صوفي بيترونان يمكن أن تصبح رهينة فرنسية جديدة في منطقة الساحل. وكانت آخر رهينة فرنسية - تونسية تُدعى نوران حواص وخُطفت في اليمن في كانون الأول (ديسمبر) 2015 وأُفرج عنها في تشرين الأول (اكتوبر) 2016 بفضل وساطة قامت بها سلطنة عمان. وخُطف بين العامين 2010 و2013، 13 فرنسياً في منطقة الساحل على أيدي جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وعصابات تريد بيع غنائمها إلى التنظيم المتطرف. وترتدي إعلانات التبني التي يصدرها المتشددون عادةً طابعاً سياسياً، لكن عمليات الخطف تتعلق في شكل رئيسي بأموال وفديات في اطار «تجارة رهائن» يشارك فيها عدد كبير من الوسطاء يدفعهم الربح المادي. وترى الإدارة المتخصصة بهذه المفاوضات في الاستخبارات الفرنسية، أن النقطة الأهم هي التوصل إلى معرفة الوسطاء المناسبين، ما يمكن أن يستغرق شهراً. وترفض فرنسا رسمياً دفع فديات، لكن في الوقائع تجري ترتيبات مالية وفي بعض الأحيان معقدة، للتوصل إلى تحرير رهائن. وفي كتاب اعترافات لصحافيين في صحيفة «لوموند» الفرنسية، أثار استياء في فرنسا، أكد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند أنه منذ وصوله إلى السلطة في العام 2012 «لم ندفع أي قرش». لكنه عدّل تصريحاته قائلاً إن «فرنسا لا تدفع فدية لكن لديها ما يكفي من الأصدقاء ليصبح الأمر بدلاً من الفديات، خدمات». وكان مصدر امني مالي وعضوان في المجلس البلدي في غاو صرحوا أن صوفي بيترونان تحمل الجنسية السويسرية ايضاً، لكن ناطقاً باسم الخارجية السويسرية نفى ذلك.