قُتل وجُرح عشرات بغارات، لم يعرف ما إذا كانت روسية أو سورية، على ريف حلب بالتزامن مع سقوط قتلى وجرحى بانفجار مستودع ذخيرة وعبوات شرق حلب، في وقت استمر انقطاع المياه عن دمشق وسط تبادل الاتهامات بين النظام والمعارضة عن المسؤولية إزاء ذلك. وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا)، بمقتل «شخصين وإصابة 33 آخرين بجروح، بينهم أربعة في حالة خطرة، نتيجة انفجار مستودع ذخيرة وعدد من العبوات الناسفة من مخلفات المجموعات الإرهابية فى مدرسة زكي جمعة». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل «شخصين أثناء تفكيك عبوات ناسفة في مستودع حي السكري»، مشيراً الى «مقتل شخص ثالث في انفجار عبوة ناسفة في أحد المنازل في حي الأنصاري». ولم يتمكن «المرصد» من تحديد ما إذا كان القتلى مدنيين أو عسكريين. وقال لاحقاً: «قتل 3 أشخاص على الأقل نتيجة إصابتهم لدى محاولة تفجير مستودع ذخيرة، وإثر انفجار عبوة ناسفة في منطقة السكري بمدينة حلب، ولا يزال عدد الذين قضوا مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بعضهم بحالات خطرة». وتابع: «يخشى في حال سماح قوات النظام للأهالي بالعودة إلى المربع الذي كان تحت سيطرة الفصائل، أن تكون هناك خسائر بشرية بسبب وجود عبوة ناسفة ووجود قذائف لم تكن انفجرت في وقت سابق خلال سيطرة الفصائل على شرق حلب، فيما تتواصل عمليات التمشيط في المربع الذي كان تحت سيطرة الفصائل، وتشمل حيي الأنصاري والمشهد وأجزاء من أحياء الزبدية وسيف الدولة وصلاح الدين والسكري، حيث يقوم عناصر حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحون الموالون بالتمشيط منذ 22 الشهر الجاري بعد خروج آخر دفعة من الأشخاص الذين خرجوا بعد أن عدلوا عن قرارهم في البقاء بالمربع الذي كانت تسيطر عليه الفصائل بالقسم الجنوبي الغربي من أحياء حلب الشرقية، وتوجهوا نحو منطقة الراشدين بالريف الغربي لحلب. كما قتل شاب من بلدة تل رفعت نتيجة إصابته في انفجار لغم أرضي في منطقة تلالين بريف حلب الشمالي». وأعلن الجيش النظامي السوري الخميس، استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب بعد انتهاء إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة، في عملية تمت بموجب اتفاق روسي - إيراني - تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنّه الجيش على الأحياء الشرقية. وغداة الإعلان، بدأ سكان يعودون الى أحيائهم لتفقّد منازلهم وممتلكاتهم في شرق حلب، منهم من نزح من منزله أخيراً هرباً من القصف والمعارك خلال هجوم الجيش الأخير، وآخرون تركوا منازلهم قبل سنوات حين تحولت المدينة الى ساحة معارك رئيسية وانقسمت بين أحياء غربية وشرقية في عام 2012. وعلى جبهة أخرى في محافظة حلب، أفاد «المرصد السوري» بمقتل «ستة مدنيين على الأقل، بينهم طفلان، نتيجة غارات استهدفت بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي» الذي تسيطر عليه فصائل معارضة وإسلامية. وأفاد مراسل فرانس برس بأن الطائرات الحربية لا تزال تحلّق في أجواء بلدة الأتارب ومحيطها. ولم يتمكن «المرصد» من تحديد ما إذا كانت الطائرات التي شنّت الغارات روسية أو سورية. في الجنوب، قال «المرصد»: «لا تزال سلطات النظام السوري تقطع المياه عن العاصمة دمشق الجمعة، حيث أكدت مصادر أن المياه القادمة عبر أنابيب من وادي بردى جرى قطعها عن العاصمة على أن تبقى مقطوعة لنحو 3 أيام مقبلة. وادَّعت سلطات النظام أن الفصائل الموجودة في عين الفيجة بوادي بردى في ريف دمشق، قامت بسكب مادة الوقود (مازوت) ومواد أخرى في الأنابيب التي تضخ المياه نحو دمشق، حيث قامت سلطات النظام بقطع المياه بغية التأكد، وتنظيف مجرى المياه والأنابيب في حال ثبوت وجود هذه المواد، في حين نفت الفصائل الموجودة في منطقة وادي بردى صحة ما ادعته قوات النظام، وقالت أن ادعاءات النظام لا صحة لها ولم يقم أي مقاتل من الفصائل بسكب مثل هذه المواد الملوِّثة للمياه، وأكدت الفصائل أن سلطات النظام تخلق لقواتها أسباباً كاذبة لتبرير عمليتها العسكرية في قرى وبلدات وادي بردى». ولفت «المرصد» الى أن «ادعاءات النظام السوري جاءت مع عمليات عسكرية بدأتها قوات النظام في منطقة وادي بردى التي توجد فيها فصائل مقاتلة وإسلامية وتسيطر على مناطق فيها، حيث تحاول قوات النظام تحقيق تقدم في المنطقة من خلال الاشتباكات بينها والمسلّحين الموالين لها من جهة، وبين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، أو التوصل إلى اتفاق «مصالحة وتسوية أوضاع» على غرار مدينة التل وريف دمشق الغربي وداريا ومعضمية الشام، وشهدت الساعات ال24 الفائتة عمليات قصف مكثّف من قوات النظام بالقذائف المدفعية والصاروخية، إضافة الى قصف بأكثر من 60 برميلاً متفجراً على مناطق في قرى وبلدات عين الفيجة وبسيمة وكفير الزيت ودير مقرن ومناطق أخرى في وادي بردى، ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص بينهم مواطنة على الأقل و3 أشخاص من عائلة واحدة وإصابة آخرين بجروح».