قتل 43 عنصراً مفترضاً من تنظيم القاعدة بينهم أحد القادة، في سلسلة من الغارات في اليمن، وذلك في إطار حملة كبيرة تقودها الولاياتالمتحدة مع حكومة صنعاء للحؤول دون وقوع هجمات جديدة في هذا البلد. وقال مسؤول يمني رفيع ل"فرانس برس" إن هذه "عملية كبيرة وغير مسبوقة ومستمرة لتعقب الجماعة في شبوة وابين والبيضاء في جنوب ووسط البلاد. ووصف المسؤول العملية بأنها "استباقية"، وتأتي على خلفية معلومات إستخباراتية تفيد بأن عناصر القاعدة يتدربون للقيام بسلسلة هجمات تستهدف منشآت حيوية أمنية وعسكرية وأجنبية في اليمن. ونفذت طائرات من دون طيار منذ السبت، ثلاث ضربات ضد عناصر مفترضة من القاعدة في مناطق تعد من ابرز معاقل التنظيم المتطرف في جنوب ووسط البلاد. وقتل ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة بينهم قيادي في الضربة الثالثة التي نفذتها طائرة بدون طيار مساء أمس الاحد في جنوب اليمن، بحسب ما افاد مسؤول محلي يمني. وأوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان طائرة بدون طيار قصفت بعيد منتصف الليل سيارة رباعية الدفع في ضواحي بلدة بيحان في محافظة شبوة حيث تنشط القاعدة. ووحدها الولاياتالمتحدة تملك طائرات بدون طيار في المنطقة. وذكر شهود عيان انهم رأوا السيارة مدمرة كلياً وجثث عناصر القاعدة الثلاث متفحمة مشددين على انه وبعدوقت قليل على الهجوم قامت وحدة مجهولة الهوية أُنزلت بمروحية بانتشال الجثث الثلاث، ما يؤكد على حد قولهم وجود قيادي بارز بين القتلى. من جهة اخرى أفادت وزارة الداخلية اليمنية مساء الاحد، ان الاجهزة الامنية اوقفت عشرة اشخاص في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة يشتبه بانتمائهم الى القاعدة. واوردت الوزارة في بيان، ان الموقوفين العشرة ضبطوا عند نقطة تفتيش وجميعهم قادمون من حي البرقا بمدينة عدن. واضافت انهم كانوا ينوون الالتحاق بتجمعات القاعدة في بلدتي ميفعة وعزان في محافظة شبوة. وتعرض عناصر "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" لغارتين متعاقبتين بواسطة طائرات بدون طيار يومي السبت والاحد، واوقعتا اربعين قتيلا في صفوفها، بعد نشر شريط فيديو يتوعد فيه زعيمها بمواصلة الحرب ضد الغرب. وقتل عشرة عناصر من التنظيم وثلاثة مدنيين آخرون يوم السبت الفائت في غارة اولى في محافظة البيضاء، ثم قتل ثلاثون عنصرا الاحد في غارة في منطقة جبلية جنوب البلاد استهدفت معسكرا للتدريب اصيب بعدة صواريخ. واكد مصدر عسكري ان طائرات ميغ 29 يمنية شاركت في قصف معسكر للقاعدة في منطقة جبلية في جبال الكور الفاصلة بين محافظتي ابين وشبوة في جنوب البلاد. وكانت منظمات حقوقية وجهت انتقادات الى الغارات التي تنفذها طائرات من دون طيار في اليمن بسبب الخسائر المدنية التي تتسبب بها. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي دعا مواطنيه في اذار(مارس) الى تفهم الحاجة لاستمرار الضربات التي تنفذها طائرات أميركية من دون طيار ضد تنظيم القاعدة، وذلك على الرغم من اتخاذ البرلمان اليمني قرارا بمنع هذه الضربات. واعتبر هادي ان الضربات تهدف الى "الحد من تحركات تنظيم القاعدة ونشاطه وقد ساهمت في شكل كبير في ذلك رغم الأخطاء المحدودة التي حدثت". ورغم الضربات المتكررة التي تلقاها تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب فانه يبقى الاخطر والانشط بين فروع القاعدة، وفق الولاياتالمتحدة. واستعرض التنظيم قوته من خلال فيديو حديث، اظهر العشرات من مقاتليه معظمهم بوجوه مكشوفة وهم يصلون في سيارات دفع رباعي جديدة الى احتفال بهروب العديد من عناصرهم من سجن في صنعاء في شباط (فبراير) الماضي. وأكد ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة عبر الفيديو الاستمرار في "ضرب شوكة الصليبين في كل مكان في العالم"، في اشارة واضحة الى الدول الغربية المنخرطة في مكافحة هذه الشبكة الإسلامية المتطرفة. وذكرت مصادر قبلية ان هذا الشريط قد يكون صور في منطقة جبال الكور بين شبوة وابين.