توقعت مصادر ديبلوماسية أن تكون الأوضاع المتوترة في منطقة شمال أفريقيا ضمن محاور المحادثات التي سيجريها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والعاهل المغربي الملك محمد السادس خلال زيارته الرسمية للمغرب التي بدأها أمس. كما ستعرض المحادثات السياسية إلى الأوضاع العربية في الخليج والشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين الرباط والكويت، وسيبرم البلدان في هذا النطاق اتفاقات عدة للتعاون الاقتصادي والتجاري. وصرّح سفير الكويت في الرباط شملان عبدالعزيز بأن علاقات الرباط والكويت يطبعها الوئام الكامل والالتزام المتبادل في نصرة القضايا العربية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، واصفاً العلاقات بأنها «نموذجية». وتعتقد المصادر أن معاودة انفتاح دولة الكويت على المنطقة المغاربية يهدف إلى تفعيل الاستثمارات وربط المزيد من الصلات بين شرق العالم العربي ومغربه. وستكون الزيارة التي بدأت من تونس ثم ليبيا والجزائر والمغرب لتنتهي في موريتانيا، وفرصة ملائمة للبحث في خطوات تفعيل الحوار العربي - الأفريقي، كون الدول المغاربية ذات امتدادات أفريقية، فيما تتجه الكويت نحو تجسيد التزامات القمة العربية الاقتصادية التي كانت استضافتها العام الماضي. في غضون ذلك، أعرب العاهل المغربي عن ارتياحه العميق لروابط الصداقة المتينة والتقدير المتبادل التي تجمعه والعاهل الإسباني خوان كارلوس. وأكد في برقية تهنئة إلى العاهل الإسباني في مناسبة العيد الوطني لبلاده، حرصه القوي على مواصلة العمل سوياً من أجل توطيد علاقات التعاون المثمر والتضامن الفعال التي تجمع البلدين الجارين «في نطاق تكريس الاحترام المبتادل وحسن الجوار». واعتبر مراقبون تأكيدات العاهل المغربي مبادرة انفتاح جديدة لتجاوز المأزق الذي تجتازه العلاقات بين مدريدوالرباط، على خلفية توتر حول ملف المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية في شمال البلاد. وسبق للعاهل المغربي أن اجتمع إلى رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. لكن القمة التي كان مقرراً أن تجمع الملك خوان كارلوس والملك محمد السادس أرجئت الى وقت لاحق. على صعيد آخر، ذكرت مصادر صحراوية أن الشيخ إسماعيل سلمى والد المنشق الصحراوي مصطفى سلمى تعرض أول من أمس إلى وعكة صحية عندما كان بصدد الاجتماع إلى اعضاء في الكونغرس الأميركي لعرض قضية ابنه الذي قال إنه لم يتمكن من التعرف الى مكان وجوده ومصيره، بعد مرور أيام على إعلان جبهة «بوليساريو» إطلاق سراحه. وحُمل الشيخ الصحراوي إلى مستشفى في واشنطن لتلقي العلاج. والتأمت في مدينة الداخلة في المحافظات الصحراوية أمس تظاهرة حاشدة لدعم ومساندة مصطفى سلمى، في حضور نشطاء حقوقيين ومنشقين صحراويين وزعماء قبائل صحراوية. وتأتي هذه التطورات قبل بضعة أيام من بدء الموفد الدولي كريستوفر روس زيارة للمنطقة مطلع الأسبوع المقبل. من جهة ثانية، أعلنت السلطات المغربية تفكيك خلية بارونات مخدرات تضم أجانب، وقالت إنها كانت تتاجر في الكوكايين وتقيم علاقات مع تنظيمات إرهابية في منطقة الساحل جنوب الصحراء. وتُعتبر هذه المرة الأولى التي تشير فيها تقارير رسمية إلى الربط بين تجارة المخدرات ونشاطات تنظيمات متطرفة.