يعتبر «الربو» أحد أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، خصوصاً في كثير من الدول المتقدمة، أو التي تعيش طفرة اقتصادية، وعلى رغم التقدم العلمي والتقني إلا أن نسبة الإصابة تشهد تزايداً ملحوظاً، إذ تشير الدراسات إلى أن عدد المصابين بالربو نحو 300 مليون شخص في العالم، ويتوقع أن يزداد في العام 2025 إلى 400 مليون مصاب، بسبب التضخم السكاني، وانتقال البلدان من المجتمع الريفي إلى المجتمع المدني، الذي تزيد فيه نسبة الإصابة بالربو. وعقدت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر ندوة علمية عن مرض الربو والحساسية، بحضور نخبة من المتخصصين في أمراض الصدر في المملكة، نوقش فيها أهم المستجدات العلمية في مجال التشخيص والعلاج. وأوضح رئيس الجمعية السعودية لأمراض الصدر الدكتور محمد الحجاج أنه «وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية هناك نحو 235 مليون شخص يعانون حالياً من الربو، وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال، ويعتبر الربو من أهم الأمراض الشائعة في المملكة، وذلك لكثرة العواصف الرملية ومسببات الحساسية، التي تزداد في أوقات تغيّر الفصول»، وأشار إلى أن الربو لا يمكن شفاؤه، بينما التدبير العلاجي المناسب يمكن أن يسيطر على المرض، ويمكِّن الأشخاص من التمتع بنوعية حياة جيدة، كما أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض مستمرة يجب أن يأخذوا أدوية تشمل «الاسترويدات» و«بيتا2» طويلة المفعول، المستنشقة لفترة طويلة من أجل السيطرة على تقدم الربو الشديد. وأضاف ل«الحياة» أن 20 في المئة من الطلاب في المرحلة المتوسطة لديهم قبول للربو، أي (واحد من بين كل خمسة أطفال)، وتكون هناك نسبة إصابة للكبار بالربو 10 في المئة، وأكثر المرضى يجهلون استخدام علاج الربو «البخاخ» حتى يكون فاعلاً، ومن ضمن التحديات الأجواء المتقلبة، وهذه العوامل تحتاج إلى توعية المرضى بمتابعة الأجواء، وعدم التعرّض لهذه الظروف، وإن اضطر إلى الخروج عليه اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وأشار إلى دراسة أجريت قبل سنوات عدة للمناطق الأكثر إصابة، وكانت الأقل في المنطقة الشرقية، وتأتي بعدها الوسطى بنسبة 15 في المئة، وبعدها الغربية والشمالية، وأعلى نسبة في المنطقة الجنوبية، مضيفاً أن التوسّع العمراني وتمدد الأحياء خارج نطاق المدينة أسهم في السماح للغبار بدخول المنازل أكثر، وهذا يعرّض المصابين لأزمات حادة، ويجب التوعية بالتشجير وأهميته في تلطيف الأجواء ومنع زحف الغبار. أما عن العلاج، فتمثل الاكتشافات الجديدة لبعض الأدوية في العالم أملاً جديداً لمرضى الربو لتحسين حياتهم والحد من التعرض لنوبات الربو، وهذا ما يؤكده المدير العام لإحدى شركات إنتاج الأدوية «موندي فارما» في المملكة الدكتور فهد العتيبي بقوله إنهم بصدد تنظيم عدد من الفعاليات للتوعية بأهمية السيطرة على مرض الربو، وضرورة اختيار العلاج المناسب له، وبيّن أن «عدم كفاية فرص الحصول على الأدوية هو أحد الأسباب المهمة لضعف السيطرة على الربو، كما أن الأدوية ليست الوسيلة الوحيدة لمكافحة الربو، إذ من المهم أيضاً تجنب مهيّجات المرض، أي المحفزات التي تهيّج المسالك التنفسية وتسبب التهابها». بينما أكد استشاري الأمراض الصدرية والجهاز التنفسي في المعهد الوطني للقلب والرئة في الكلية الملكية في لندن البروفيسور عمر عثماني أهمية التوعية بمدى خطورة داء الربو على المجتمعات العربية عموماً والمجتمع السعودي بصفة خاصة.