تبنت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر، ممثلة في مجموعة المبادرة السعودية للربو، حملة توعوية شاملة أطلقت عليها «وسع صدرك» للتوعية من الربو الذي يعد من الأمراض المزمنة، وذلك في إطار اليوم العالمي للربو تحت شعار «بإمكانك السيطرة على الربو» بهدف توعية المجتمع وخاصة مرضى الربو وذويهم للتحكم والسيطرة على أزمات الربو وتجنب المهيجات قدر المستطاع، بالإضافة إلى تقليل العبء الناتج عن الإصابة بالمرض وتبعات العلاج والتنويم وغيره، خصوصا أن التقديرات الصادرة من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن هناك نحو 300 مليون شخص في العالم يعانون حاليا من الربو. «عكاظ» التقت استشاري الأمراض الصدرية الدكتور محمد بن سعد المعمري لتسليط الضوء على المرض بطريقة أشمل وعلى الجهود المبذولة في الحملة. • في البداية ما هو الدور الذي تلعبه حملة «وسع صدرك» في توعية شريحة المجتمع وتحديدا المستهدفة؟ إن برنامج التثقيف والتوعية بمرض الربو يحتوي على معلومات محددة وبسيطة، إلا أن انتشار مرض الربو يتطلب جهودا كبيرة وواسعة من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص، فتطبيق جوانب التوعية ليست بالسهولة المتوقعة، فهي تتطلب العمل الجماعي المدعوم من الجهات المعنية على أكثر من محور، ولقد تبنت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر ممثلة في مجموعة المبادرة السعودية للربو حملة توعوية شاملة أطلقت عليها «وسع صدرك» تهدف إلى تثقيف العاملين في القطاع الصحي عبر عقد الندوات والملتقيات للمهتمين بالربو لنقاش كافة الجوانب الطبية والاجتماعية والتنظيمية الخاصة بالمرض، وكذلك مناقشة أي مستجدات وتوصيات عالمية في هذه الفعاليات. وتشمل الجوانب التوعوية أيضا إعداد نشرات وكتيبات عن مرض الربو من قبل مختصين في المجال الصحي وبالتعاون مع المهتمين بالجوانب التوعوية بشكل عام، ودشنت أنشطة برنامج «وسع صدرك» للتوعية عن مرض الربو مع فعاليات اليوم العالمي للربو، بالتعاون مع أسترا زينيكا العالمية لكي تكون حملة مستمرة لا تقتصر على جهود يوم واحد بل تستمر لفترة أطول حتى تحقق معظم أهدافها. انتشار الربو • يعد مرض الربو من الأمراض المزمنة التي تصيب الرئتين ويؤثر على القصبات الهوائية، كيف تصفون طبيا هذا المرض؟ يعد الربو من أكثر الأمراض انتشارا، وتختلف نسبة انتشاره من مكان لآخر، وتقدر نسبته من 5 20 في المائة. وأهم أعراض الربو نوبات من السعال وضيق النفس وصفير في الصدر تحدث بعد تعرض المصاب بالمرض لمهيجات متعددة مثل نزلات البرد والتعرض للغبار وغيرهما. وينبغي ملاحظة أن مهيجات الربو تختلف من شخص إلى آخر، لذا ينبغي أن يسعى كل مصاب بالربو إلى تحديد تلك المسببات وتجنبها. مضاعفات المرض • هل من مضاعفات خطيرة يمكن أن تحدث لمرضى الربو؟ مضاعفات المرض تحدث عند إهمال العلاج، بحيث تؤدي إلى تضييق مزمن يصعب علاجه ويؤدي على نقص متدرج في وظائف الرئتين، ويمكن المحافظة على تلك الوظائف شبه الطبيعة بالانتظام على البخاخ الحاوي على الكورتيزون، أما إهمال علاج أزمات الربو فيؤدي إلى تدهور حاد في الجهاز التنفسي ربما يؤدي إلى عواقب وخيمة. نسبة انتشاره • وماذا عن نسبة انتشار الربو في المملكة؟ نسبة الإصابة بالمرض تختلف من منطقة إلى أخرى وتتروح بين 5 20 في المائة لدى أطفال المدارس، ومن الملاحظ عالميا أن نسبة الإصابة في ازدياد، وعند الحديث عن الأرقام نجد أنه من المناسب توضيح أن بعض الدراسات المحلية بينت أن قرابة ثلثي مرضى الربو لا يوجد لديهم تحكم تام بالمرض، كما أن دراسة أخرى أوضحت مستوى المعرفة الكاملة عن مرض الربو لدى أطباء الرعاية الأولية يقارب 50 في المائة. هذه الأرقام والحقائق تبين أهمية حملات التوعية والتثقيف عن مرض الربو والحرص على تكثيفها لما لذلك من أهمية كبرى. تكاليف العلاج • وأخيرا .. ماذا عن التبعات والتكاليف الخاصة بعلاج مرضى الربو وتنويمهم في المملكة؟ تكلفة مرض الربو تنقسم إلى تكلفة مباشرة وغير مباشرة، وتشمل التكلفة المباشرة العلاج والتنويم وزيارة الإسعاف والفحوصات الخاصة بالمرض، ويستهلك العلاج في الإسعاف والمستشفى أغلب التكلفة التي تقدر بأكثر من مليار ريال، وكون مرض الربو من أكثر الأمراض انتشارا ونسبة الإصابة به في ازدياد، فتتمثل معاناة المريض في تعرضه لأزمات صحية متكررة مما يؤدي إلى تأثير سلبي على نوعية حياة المريض بسبب عدم قدرته على أداء مهام حياته اليومية وغيابه عن عمله إذا كان موظفا أو عن المدرسة إذا كان طالبا، وبذلك تكون أبعاد مرض الربو ليست صحية فقط بل اقتصادية بتحميل أي نظام صحي عبء اقتصادي كبير نظرا لكثرة الحالات التي تراجع المستشفيات والمراكز الصحية طلبا لعلاج وإسعاف الحالات الحادة.