أعلنت السلطات المصرية أمس تنفيذ حكم الإعدام في الجهادي عادل حبارة، بعدما دين في قضايا إرهاب بينها قتل 25 جندياً في الشرطة في رفح في آب (أغسطس) 2013، في ما عُرف ب «مذبحة رفح الثانية»، وقتل مخبر في الأمن الوطني في الشرقية. وأيدت محكمة النقض، أعلى محكمة في مصر، يومي السبت والاثنين الماضيين حُكمين بإعدام حبارة. وصادق الرئيس عبدالفتاح السيسي على تنفيذ الحُكم، وأُعدم حبارة شنقاً أمس في مجمع سجون طرة قرب القاهرة في حضور ممثلين من النيابة العامة ودار الإفتاء والطب الشرعي ومأمور سجن الاستئناف. وتسلمت أسرة حبارة جثته وسط إجراءات أمنية مُشددة من مشرحة زينهم في القاهرة. ورافقتها قوة أمنية إلى مسقط رأسه في قرية في الشرقية لدفنه «من دون مراسم»، بحسب قرار النيابة العامة. وشوهد عدد من أفراد أسرة حبارة قرب المشرحة، غالبيتهم نساء مُنقبات هتفن ضد السلطة أثناء خروج جثته من المشرحة، في حضور قيادات أمنية أشرفت على تسلم الأسرة الجثة ونقلها إلى المدافن. ودين حبارة بقتل جنود رفح ومخبر في الأمن الوطني كان أرشد قوة أمنية لتوقيفه بعد فراره من السجن إبان الثورة في العام 2011، وحاولت القوة الأمنية توقيفه، وجُرح فنُقل إلى مستشفى هاجمه متشددون لتهريبه، ولما فر قتل المخبر الذي دلّ عليه. وكان حبارة واحداً من أخطر المدانين بالإرهاب في السجون المصرية، وأحد مؤسسي تنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء، الذي نشأ كفرع ل «القاعدة» قبل أن يبايع «داعش» ويغير اسمه إلى «ولاية سيناء». وقال ل «الحياة» الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ناجح إبراهيم إن «حبارة كان يعمل في الأصل جزاراً ولم يتلق قدراً وافراً من التعليم، ولم يكن مثقفاً ولا مُفسراً وليس من أهل العلم ولا الفكر الذي يؤهله للفهم الصحيح للدين، لكنه وجد فرصة لقيادة مجموعة من المتشددين بدأت بالسماح له بإعطاء دروس دينية في زاوية في قرية في الشرقية التي يُلاصق بعض حدودها محافظة شمال سيناء، وبعد فترة اتجه إلى سيناء، وأوقف حبارة ضمن المتهمين في تفجيرات طابا وشرم الشيخ قبل الثورة بسنوات». وأوضح أن حبارة «لم يكن ضمن المجموعات التي نبذت العنف في السجون وخضعت لبرامج إعادة تأهيل، وظل ضمن المجموعات التي التفت حول مجدي الصفتي» ورفضت المراجعات. ولفت إلى أن «جماعة أنصار بيت المقدس تكونت بالأساس من اندماج جماعة جند الله من الغربية والشرقية ومجموعات من بني سويف والفيوم وبدو سيناء، ومفتيهم وأستاذهم هو مجدي الصفتي زعيم مجموعة الناجون من النار وهو من أبناء بني سويف». وأوضح أن «الصفتي التقى القيادي في أنصار بيت المقدس شادي المنيعي، وربما عادل حبارة وآخرين، في سجن أبو زعبل قبل الثورة، وتحول الصفتي إلى منظّر للتكفيريين في السجن في تلك الفترة، والتف حوله كثيرون غالبيتهم من أبناء محافظته، وبعد الثورة فرّ من مستشفى حيث كان يتلقى العلاج، وتوجه مع تلك المجموعات إلى سيناء، ووضع بذرة أنصار بيت المقدس». وكان حبارة ضمن الفارين إبان الثورة من السجون، وتورط في هجمات عدة في سيناءوالشرقية، وبعد «مذبحة رفح الثانية» أوقفته قوة أمنية في متجر في العريش، وكاد يُفجر نفسه بقنبلة لولا تمكن الأمن من السيطرة عليه، وسعى إلى الفرار أثناء نقله لحضور إحدى جلسات المحاكمة في العام 2014، وركض من القوة الأمنية في الشارع لكن الأهالي والشرطة حاصروه. واعتبر إبراهيم أن تنفيذ حكم الإعدام في حبارة بعد تأييده بأيام «رسالة درع للمجموعات المسلحة». وقال إن «تنفيذ الحكم فوراً بعد هجوم الكنيسة البطرسية هدفه الردع الشديد، وتهدئة الخواطر. كان معلوماً أنه بعد الهجوم سيتم إعدام إرهابيين، وكان المؤهل حبارة». وأعدمت السلطات منذ تفجر موجة العنف بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في تموز (يوليو) 2013، ثمانية مدانين بالإرهاب، آخرهم حبارة، إضافة إلى 6 أشخاص اتهموا بتشكيل خلية إرهابية نفذت هجمات عدة، وأوقفوا في قرية عرب شركس في القليوبية، وقُتل ضابطان في الجيش أثناء المداهمة. كما أُعدم شخص يُدعى محمود رمضان بتهمة قتل أطفال ألقاهم من فوق سطح بناية في الإسكندرية أثناء تظاهرات لأنصار مرسي. واتخذت قوات الأمن في شمال سيناء وفي العاصمة إجراءات أمنية مُشددة خشية تنفيذ هجمات انتقامية بعد إعدام حبارة، إضافة إلى تأمين احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد. ولوحظ انتشار أكثر كثافة لقوات الشرطة في العاصمة وحول الكنائس والمساجد الكبرى أيضاً، وانتشرت فرق الكشف عن المفرقعات في الميادين الكبرى. وفي سيناء، قالت مصادر طبية إن شقيقين، أحدهما طفل، قُتلا إثر سقوط قذيفة مجهولة المصدر على منزلهما في قرية الوفاق التابعة لمركز رفح. وأضافت أن جندياً في الشرطة قُتل إثر استهداف مسلحين مجهولين أحد التمركزات الأمنية في منطقة المساعيد غرب العريش، وجُرح 5 جنود بانفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية أمنية عند مدخل العريش.