قتل مسلحون مجهولون 4 من جنود الشرطة في سيناء بعد ساعات من إحباط محاولة فرار موقوفين على ذمة اتهامات بالضلوع في مذبحة رفح الثانية التي قُتل فيها 25 جندياً في الشرطة، في آب (أغسطس) الماضي بطريقة مشابهة لاعتداء أول من أمس. وقالت وزارة الداخلية إن 4 جنود من قوات الأمن المركزي «استشهدوا» بعدما استهدفهم مسلحون مجهولون يستقلون سيارة خاصة في منطقة الشلاق على طريق الشيخ زويد في مدينة رفح. وأوضحت أن الجناة «لاذوا بالفرار في منطقة صحراوية متاخمة للطريق». وكانت جماعة «أنصار بيت المقدس» هددت باستهداف قوات الجيش والشرطة في سيناء خلال شهر رمضان. وأوضحت مصادر أمنية ل «الحياة» أن مسلحين «أقدموا على قتل الجنود بأسلحة سريعة الطلقات أثناء استقلالهم سيارة أجرة وهم في طريق عودتهم من إجازة على الطريق الدولي العريش - رفح مساء السبت». وأشارت إلى أن «المسلحين استوقفوا السيارة عند منطقة سدوت قرب رفح واطلعوا على تحقيق شخصية الركاب وتبين لهم وجود 4 جنود يرتدون الملابس المدنية كانوا في طريقهم إلى معسكر الأمن المركزي في رفح عائدين فأنزلوهم من السيارة، وأعدموهم رمياً الرصاص، ما أدى إلى مقتلهم على الفور»، في مشهد أعاد إلى الأذهان مذبحة رفح الثانية. واتهمت المصادر «أنصار بيت المقدس» بتنفيذ العملية. وتزامنت العملية مع محاولة فرار 4 سجناء، بينهم المتهم الرئيس في مذبحة رفح الثانية عادل حبارة، أثناء ترحيلهم من أكاديمية الشرطة حيث مقر محاكماتهم إلى سجن طرة جنوبالقاهرة. وأوضحت مصادر أن المتهمين حاولوا كسر باب سيارة الترحيلات بآلات حادة في محاولة للفرار أثناء سير السيارة، إلا أن القوة المرافقة لهم أطلقت الرصاص في الهواء للسيطرة على الموقف والحيلولة دون فرارهم. وأحال وزير الداخلية محمد إبراهيم جميع ضباط وأفراد المأمورية على قطاع التفتيش للتحقيق معهم. وكانت النيابة وجهت إلى حبارة وآخرين اتهامات بارتكاب جرائم «إرهابية» في محافظتي شمال سيناءوالقاهرة، ونسبت إليهم أيضاً قتل 25 مجنداً من الأمن المركزي في آب (أغسطس) 2013 في شمال سيناء. وقضت محكمة جنايات القاهرة في نيسان (أبريل) الماضي بحبس حبارة لمدة عام بتهمة إهانة المحكمة. وكشف مصدر أمني أن تعليمات جديدة صدرت بإعلان الاستنفار سواء بالنسبة إلى قوات الجيش أو الشرطة «تحسباً لوقوع عمليات إرهابية أخرى خلال شهر رمضان خصوصاً». وأضاف أن «التوجيهات صدرت باتخاذ إجراءات احترازية إضافية جديدة أثناء تحركات القوات وتواجدها في مواقعها، خصوصاً المقار والأبنية الأمنية بما فيها مقار الاستخبارات الحربية». وطوقت قوات الجيش والشرطة موقع الهجوم في سيناء ومحيطه، وشوهدت مروحيات عسكرية تحلق في سماء المنطقة في محاولة لضبط الجناة. وأفيد بأن قوات من الشرطة ألقت القبض على اثنين من العناصر المسلحة مطلوبين في قضايا استهداف أفراد وعناصر قوات الجيش والشرطة، لكنها لم تحدد علاقتهما بالهجوم الأخير. وأبطل خبراء المفرقعات والحماية المدنية مفعول قنبلة زرعت على طريق سريع، وهي عبارة عن جسم معدني على شكل مخروطي يزن حوالى 10 كيلوغرامات في داخله مادة «تي ان تي» الشديدة الانفجار وموصول بدائرة كهربائية وهاتف محمول معد للتفجير. ووصلت عمليات الدهم والتمشيط إلى مدن العريش والشيخ زويد ورفح بحثاً عن الجناة. وانتشرت الارتكازات الأمنية في مختلف الشوارع الرئيسة في شمال سيناء ومدنها وتراصت آليات مدرعة في مداخل مدن سيناء والطرق المؤدية إليها كافة.