ندد مجلس الجامعة العربية اليوم (الخميس) بما وصفه بالممارسات والعمليات العسكرية «الوحشية» التي تقوم بها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه ضد المدنين في حلب التي دمرتها الحرب. ودعا المجلس المجتمع الدولي في اختتام اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة إلى الضغط على دمشق لفتح ممرات إنسانية آمنة لإغاثة المدنيين في حلب. وقال المجلس في بيان إنه يعبر «عن إدانته واستنكاره الشديدين للممارسات التي يقوم بها النظام السوري وحلفاؤه من عمليات عسكرية وحشية ضد مدينة حلب وسكانها المدنيين وما تخلفه من مآس إنسانية وتدمير للمدينة ومقدراتها وإرثها الحضاري والإنساني». وأضاف أن «ما يقوم به النظام السوري وحلفاؤه في حلب وغيرها من المدن السورية جرائم حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني». وخلال الاجتماع الذي دعت إليه قطر نددت دول خليجية بالطريقة التي تتعامل بها الحكومة السورية مع وقف لإطلاق النار وعمليات الإجلاء في حلب ودعت إلى حماية المدنيين الذين يحاولون الفرار من المدينة. وقال مندوب المملكة العربية السعودية السفير أحمد قطان أمام الاجتماع «نجتمع اليوم ونحن نشاهد بأعيننا حجم الدمار الهائل الذي أحدثه النظام السوري وحلفه ليس فقط في مدينة حلب الشهباء بل في جميع المدن السورية منذ أكثر من خمس سنوات». وأضاف أن «النظام السوري وحلفه لم يكتفوا بتدمير المدن الواحدة تلو الأخرى بل أمعنوا واستمروا في قتل الشعب السوري الشقيق بوحشية ومن دون أي وازع ديني أو ضمير إنساني». وقال وفد لبنان إنه «ينأى عن تأييد مشروع القرار... تماشياً مع سياسة النأي بلبنان عن الصراعات وعدم تدخل لبنان بالشؤون الداخلية للدول». ومن المتوقع أن يجتمع وزراء خارجية الجامعة العربية الإثنين المقبل لمناقشة الوضع في حلب. إلى ذلك، استمرت التظاهرات الاحتجاجية المنددة بروسيا وإيران ودورهما في الجرائم المرتكبة في حلب، إذ تظاهر أكثر من 800 تركي اليوم في أنقرة احتجاجاً على التدخل الروسي والإيراني في حصار حلب السورية. ووسط هتافات «حلب عار على العالم» تجمع المتظاهرون أمام السفارة الإيرانية قبل أن يتوجهوا إلى السفارة الروسية. وحمل المتظاهرون رايات المعارضة السورية ولافتات كتب عليها «مجزرة في حلب، ومسرحية في الأممالمتحدة». وكان أكثر من ألف شخص تظاهروا أمس أمام القنصلية الإيرانية في إسطنبول ضد ما قالوا إنها «مجزرة حلب». وشهدت مدن أوروبية عدة تظاهرات احتجاجاً على النظام السوري وحلفائه بعد تقارير عن فظاعات في حلب. من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون اليوم أنه «استدعى» سفيري روسيا وإيران للتعبير عن «قلقه العميق» حيال الوضع في مدينة حلب السورية. وكتب جونسون على «تويتر»: «استدعيت للتو سفيري روسيا وإيران للإعراب عن قلقي العميق حيال (الوضع في) حلب. لا بد من حماية المدنيين وإيصال المساعدات».