دعا مندوبو الدول العربية الدائمين لدى الجامعة العربية، خلال اجتماعهم الطارئ اليوم، إلى ضرورة البدء في تحرك سريع من جانب الأطراف الاقليمية والدولية لوقف العمليات العدائية في سوريا وسرعة توصيل المساعدات الانسانية إلى مدينة حلب وجميع المناطق المحاصرة، واصفين ممارسات النظام السوري وحلفائه بأنها جرائم حرب ينبغي تقديم المسؤولين عنها للعدالة الدولية. وأكد معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة لدى الجامعة العربية عميد السلك الدبلوماسي العربي، أحمد عبد العزيز قطان، موقف المملكة الثابت تجاه سيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها والسعي للوصول إلى حل سلمي للازمة في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي " 2253″. وحمل معاليه في كلمته امام الاجتماع، العالم بأسره مسؤولية ما يحدث في سوريا بشكل عام وحلب بشكل خاص، وعليه ان يتدخل فورًا لإيقاف هذه المجزرة التاريخية بدلا من الشجب والإدانة. وشدد على أن الثورة السورية مستمرة طالما لم تلتزم حكومة السفاح بشار الأسد بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 3354 وما جرى الاتفاق عليه في جنيف 1و2، مؤكداً مواصلة حكومة المملكة العربية السعودية دعمها الكامل للشعب السوري حتى يتحقق ما يصبو إليه. وأوضح أن حكومة المملكة طلبت عقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة لتتولى الجمعية العامة مسؤولية حماية الأمن والسلم في سوريا بسبب عجز مجلس الأمن وفشله في إيقاف العمليات العسكرية وجرائم الإبادة التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه ضد المدنيين الأبرياء. وقال معاليه في كلمته خلال الاجتماع: "إننا نجتمع اليوم ونحن نشاهد بأعيننا حجم الدمار الذي أحدثه النظام السوري وحلفاءه ليس فقط في مدينة حلب " الشهباء " بل في جميع المدن السورية منذ أكثر من خمس سنوات، ونرى أيضًا أن النظام السوري وحلفاءه لم يكتفوا بتدمير المدن الواحدة تلو الأخرى، بل أمعنوا واستمروا في قتل الشعب السوري الشقيق بوحشية وبدون أي وازع ديني أو ضمير إنساني وارتكبوا أكبر المجازر وحروب الإبادة التي لم نشهدها من قبل بشحق المدنيين الأبرياء". وأبان معاليه أن ما تشهده مدينة حلب من تدمير وقتل وحصار ومجاعة لا يمكن وصفه إلا بأنه مذبحة تتم تحت سمع وبصر دول العالم التي تكتفى بالتنديد والشجب والإدانة وتترك لسفاح دمشق وحلفاءه الفرصة لاستكمال إبادة الشعب السوري الشقيق الذي أصبح يتمنى الموت حتى يتفادى الموت البطيء تحت الأنقاض بسبب غارات النظام السوري وحلفاءه . وخلص السفير قطان إلى القول: "إن المملكة وإذ تعرب عن قلقها البالغ تجاه تدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة حلب، فإنها تدين وبأشد العبارات جميع جرائم وممارسات النظام السوري وحلفائه الوحشية ضد المدنيين الأبرياء وهي الجرائم والممارسات التي تشكل انتهاكًا صارخًا لمعاهدات جنيف والقانون الدولي الإنساني ويجب تقديم هؤلاء للمحكمة الدولية لينالوا العقاب الذي يستحقونه".