أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن السعودية ماضية في مواجهتها كل من يدعو إلى التطرف والغلو، مشدداً على أنها لن تسمح لكائن من كان من التنظيمات الإرهابية أو من يقف وراءها، بأن يستغل «أبناء شعبنا لتحقيق أهداف مشبوهة في بلادنا أو في العالمَين العربي والإسلامي». وقال: «لن نقبل بجعل اليمن ممراً لاستهداف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها». وأمل بنجاح مساعي الأممالمتحدة في الوصول إلى حل سياسي في اليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني. وفي كلمة ألقاها في افتتاح الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي أمس، أكد تفاؤله بغدٍ أفضل «على رغم ما تمر به المنطقة العربية من مآس وقتل وتهجير». وعن السياسة الخارجية للسعودية، قال خادم الحرمين: «سنستمر بالأخذ بنهج التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي، وتعزيز التفاعل مع الشعوب لترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك، ونرى أن خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام، وبما يفسح المجال لتحقيق التنمية». وشدد على أن ما تبنته الدولة من سياسات ومواقف خارجية كان لها الأثر الملموس في الحفاظ على المصلحة الوطنية وتعزيز الأمن والسلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي الشأن الفلسطيني، قال الملك سلمان إن «من أولويات سياسة المملكة ومبادئها، السعي إلى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، ومطالبتها الدائمة للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني، وستواصل المملكة جهودها دعماً لهذه القضية لأجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني». وأشار خادم الحرمين إلى أن السياسة الداخلية للمملكة تقوم على ركائز أساسية تتمثل في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والرخاء في بلادنا، وتنويع مصادر الدخل، ورفع إنتاجية المجتمع لتحقيق التنمية بما يلبي حاجات الحاضر ويحفظ حق الأجيال القادمة، وكما تعلمون فإن العالم يمر بتقلبات اقتصادية شديدة عانت منها معظم دول العالم وأدت إلى ضعف بالنمو، وانخفاض في أسعار النفط». وأضاف: «سعت الدولة إلى التعامل مع هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما تتطلع إلى تحقيقه من أهداف، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات متنوعة لإعادة هيكلة الاقتصاد، قد يكون بعضها مؤلماً مرحلياً، إلا أنها تهدف إلى حماية اقتصاد بلادكم من مشكلات أسوأ في ما لو تأخرنا في ذلك». ولفت الملك سلمان إلى أن الإصلاحات الاقتصادية اليوم انطلقت فيها المملكة من استشراف المستقبل، والاستعداد له في وقت مبكر قبل حدوث الأزمات. وأوضح أن رؤية المملكة 2030 تأتي بهدف رفع أداء مؤسسات الدولة لغدٍ أفضل، ولتحقيق العيش الكريم، مجدِّداً تفاؤله بها. وأكد الملك سلمان أن بلاده تبذل جهوداً متواصلة لتحقيق الاستقرار في سوق النفط من خلال التعاون مع الدول المنتجة داخل «أوبك» وخارجها.