عثرت القوات العراقية خلال تقدمها في أحياء الموصل، على مصانع للذخيرة والعبوات وتفخيخ السيارات، كاشفة مدى تقدم تنظيم «داعش» في تصنيع الأسلحة ذات المقاييس العالمية الدقيقة، بمواد خام يستوردها من تركيا. (للمزيد) من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الجيش العراقي بات يسيطر على 20 في المئة من وسط الموصل، فيما أعلن «الحشد الشعبي» استعداده للانتقال إلى سورية لمحاربة «داعش» إذا طلبت ذلك الحكومتان العراقية والسورية. ونقلت وكالة «رويترز» عن مدير مؤسسة «كونفليكت أرمامنت ريسرتش» جيمس بيفان، بعد تفقده مصانع الذخيرة في العراق، مع فريق خبراء من المؤسسة التي تتخذ لندن مركزاً، قوله إن درجة الدقة الفنية لما يصنعه «داعش» لا يمكن وصفه بأنه «بدائي». وأضاف: «على رغم أن منشآت الإنتاج تستخدم مجموعة من المواد غير القياسية وسلائف كيماوية تُستخدم في صناعة المتفجرات، إلا أن مستوى التنظيم ومراقبة الجودة وإدارة المخزون تشير إلى نظام معقد للإنتاج يخضع لرقابة مركزية». وتابع أن هذه المنشآت جزء من منظومة تنتج أسلحة وفقاً لقواعد إرشادية دقيقة أصدرتها سلطة مركزية. وشمل الإنتاج منظومة للمراقبة تتضمن تقديم تقارير دورية وتفصيلية عن معدلات وجودة الإنتاج التي تساعد في ضمان التوحيد القياسي في أنحاء الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم في العراق وسورية. وأعطى مثالاً عن «قذائف الهاون التي تصنع في منطقة من الأراضي الخاضعة لداعش وتتم مطابقتها لتتناسب مع الأنابيب التي تنتَج في منشآت تقع في مناطق أخرى». وقدر الخبراء أن التنظيم أنتج عشرات الآلاف من الصواريخ في الأشهر التي سبقت معركة الموصل. وزادوا أن التوحيد القياسي يتطلب ثباتاً في إمدادات الخامات، وهو ما تحقق من خلال شبكة مشتريات كبيرة من تركيا المجاورة وسلسلة إمداد تمتد منها إلى الموصل عبر سورية. ولاحظوا أن التنظيم سعى إلى محاكاة وظائف جيوش الدول في محاولة «لإضفاء شرعية على قدرته وتماسكه في أعين مسلحيه»، بالإضافة إلى المزايا الفنية للتوحيد القياسي. وأضافوا أن «الوثائق التي اطلعوا عليها في الموصل تشير إلى أن «داعش زود مقاتليه تعليمات معقدة عن تصنيع العبوات وزرعها وتشغيل منظومات الأسلحة المعقدة مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات». من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية جيف ديفيس في بيان أمس، أن «القوات العراقية حررت نحو 20 في المئة من مركز الموصل منذ انطلاق الحملة العسكرية، وتمكنت من إنشاء تثبيت مواقع دفاعية في المدينة لدعم تقدمها»، وأضاف أن «طائرات التحالف شنت خمس غارات لدعم الجيش أسفرت عن تدمير طرق إمداد وثلاث وحدات تكتيكية لداعش ومبان يستغلها التنظيم»، وأضاف أن «حصيلة الضربات كانت تدمير نحو ألف عربة مفخخة وأكثر من 100 نفق و20 نظاماً دفاعياً مضاداً للطائرات وعشرات منصات المدفعية وقذائف الهاون».