شن عدد كبير من الشعراء الشعبيين هجوماً على وزارة العمل السعودية بعدما صنفت الشعر من ضمن المهن المطلوبة سعودتها، مؤكدين أن الشعر موهبة وليس للتكسب المادي. ويبدو أن الشعراء غضبوا من تصنيف وزارة العمل، بحجة أنه استنقاص من الأدب والموروث الشعبي للمملكة، فلا يحق لها وضع المواهب ضمن المهن اليومية، التي يتقاضى أصحابها رواتب شهرية. وأنشأ الشعراء وسماً على موقع التواصل، انتقدوا فيه وزارة العمل لإدراجها الشعر كمهنة، لاسيما أنها المرة الأولى التي تظهر جهة حكومية وتعتبر الشعر وظيفة للتكسب المادي. وقال الشاعر مانع الوايلي: «أغضبني وضع الشعر ضمن المهن المطلوبة سعودتها، فكتابة القصيدة موهبة لدى العرب منذ القدم، ولا يمكن اعتبارها مهنة أو وظيفة يتحصل من خلالها الشاعر على مبلغ مادي بشكل دوري». وأضاف أن الشاعر ربما يتحصل على المال من خلال قصيدة المديح، بيد أنه لا يمكن أن يمتهن التكسب من أشعاره، «الشعر إحساس، فالإنسان لا ينثر أحاسيسه لأجل المال». ويرى الشاعر والإعلامي عارف سرور أن الشعر يعبر عن حال يعيشها الشاعر، ولا يمكن أن تصنف كتابة القصيدة مهنة أو وظيفة، «هناك شعراء يتكسبون من قصائدهم، خصوصاً الذين ليس لديهم دخل مادي، لذلك يكون الشعر مصدر رزق موقت، وليس وظيفة دائمة». ووصف الشاعر ضيدان المريخي الشعر بالهواية والأدب في سائر البلدان، وليس بالمهنة كما يراه البعض في الفترة الأخيرة، لكنه يؤكد أن الشاعر الذي يتقاضى المال في مقابل إحياء المناسبات يجعل الشعر مهنة وليس هواية. وعن موافقته على إدراج الشعر ضمن المهن في السعودية، قال إنه لا يعتبر الشعر مهنة، بل هواية وأدب وحضارة شعوب، وإذا أدرج ذلك المسمى يخف وهج الشعر وقابليته لدى المجتمع. واتصلت «الحياة» بمدير المركز الإعلامي في وزارة العمل تيسير المفرج، للحصول منه على رد حول إدراج الشعر ضمن المهن المطلوبة سعودتها، إلا إنه طلب التواصل معه أثناء الدوام الرسمي، وطوال خمسة أيام لم يرد على الاستفسار الوارد إليه. وانتشرت في الفترة الأخيرة لدى عدد من الشعراء ثقافة «الشرهات» في مقابل قصائد المديح، خصوصاً في المناسبات التراثية، إذ أصبحوا يهيمون في كل محفلٍ بهدف الحصول على المال بعد مدح رجال الأعمال وأصحاب الجاه، لكن هناك شعراء رفضوا تلك التصرفات، كونها تسيء للشعر الشعبي وأبنائه، خصوصاً أنهم يرفضون كتابة المديح بشكل مستمر. وانتقد عدد من الشعراء القنوات الشعبية التي تعرض حفلات الزواج التي تعج بقصائد المديح، والتفاخر بالأنساب والتقليل من الآخرين، ما يدعو إلى التفرقة بين أفراد المجتمع، وتعزيز العنصرية بين أبناء البلد الواحد.