حمل الشاعر الشريف مشاري العبدلي القائمين على حفلات الزواج، وملاهي الأطفال مسؤولية إقحام الشعراء الشعبيين في الأمسيات التي ينظمها هؤلاء المسؤولون، إذ شدد على أن الحديث عن تلك الأمسيات أمر مخجل. وقال ل«الحياة»: «لكل شاعر في أي مكان ومهما يكون أن يحظى بفرصة الظهور في الأمسيات الشعرية، التي لها بعد ثقافي واجتماعي يهم المتابع والمتذوق، أما أمسيات حفلات الزواج، وملاهي الأطفال فهي أمر شخصي أخجل من الحديث عنها، لكن ما يصيب النفس بالألم أن شعراء المنتجات الاستهلاكية المسماة بالمسابقات الشعرية تجدهم دائماً موجودين بها، لأن القائمين على إعداد تلك الأمسيات غير مؤهلين إعلامياً وثقافياً لذلك نعتب على المسؤول عنها، وليس على الشعراء الذين من حقهم ان يظهروا عندما تأتيهم الدعوات»، مؤكداً أن شعراء النخبة باقون، وخير دليل على ذلك الأمير بدر بن عبدالمحسن. وأضاف أن مقولة «لكل شاعر قرينه من الجن» أن الشعر موهبة مميزة، إذ ان ما يقوله من قصائد عبارة عن كلام مختلف يظن البعض لوجود شيطان معه، مشيراً إلى أن سبب توجيه تلك المقولة على الشعراء يعود إلى أن العرب في الجاهلية لم تكن تؤمن، ولا تعرف غير الشعر، وهذا تفسيرهم للموهبة التي تلقفها نقاد وأدباء. وتابع: «لم ولن يفقد الديوان المطبوع قوته، لأنه خلاصة فكر، ونتاج تجارب والكتاب بشكل عام قوي وتناقلته الأجيال عبر العصور، وتم الحفاظ عليه والاحتفاظ به، ويعتبر الوسيلة الحقيقية لتواتر الثقافة بين الجميع، وله مكانة مميزة أرجعته إلى سابق عهده بسبب التطور المعرفي، والنهضة الفكرية»، لافتاً إلى أن الشعراء بشقيهم الفصيح والنبطي حريصين على نشر دواوينهم المطبوعة على رغم الثورة السمعية والالكترونية، والمرئية. وذكر أن العرب ليسوا ظاهرة صوتية، بل أمة لها أمجادها وتاريخها، والشعراء جزء منها، وكل واحد منهم لسان حال أمته، إذ يعتبر وسيلة إعلامية لخدمتها. وعن السمعة السيئة للشعراء الشعبيين في أوساط النخبة قال: «النخبة ليس من كوكب آخر لا نعلمه، أليس الأمير بدر بن عبدالمحسن من النخبة وهو شاعر شعبي، عموماً نحن بشر في الأول والأخير وكل نفس بما كسبت رهينة، وفي كل وسط ثقافي هناك السيئ والجيد، فأتمنى أن لا تحسب على الشعر الشعبي سلوكيات بعض أصحابه السيئة»، مشيراً إلى أنه تكسب من شعره حب الناس، واحترام المقربين له على صعيد العائلة أو المجتمع. وأوضح أنه لو وجد على رف في مكتبة ديوان شعر شعبياً، وآخر فصيحاً، وكلاهما لشاعر «فذ» سيشتري الاثنين فكلامها فائدة ومعرفة تستحق التوقف، وتراكماً لم سبقهما من شعراء، ولأنهما ثقافة تستحق الاحترام، إذ ان الاثنين لا غنى لهما عن بعضهما. وشدد على أن الشاعر الشعبي لسان حال مجتمعه وأمته وكتب في جميع الجوانب، منها السياسي، والاجتماعي، وليس متسولاً أو متطفلاً، لافتاً إلى أن المديح من أغراض الشعر، مطالباً باحترام النص المبدع، والتعالي عن توزيع التهم، والاستنقاص من أي كائن كان. وذكر أن قدوته في الهجاء حسان بن ثابت، مؤكداً أنه لن يهجو سوى دفاعاً عن دينه ونبيه وأمته فقط.