بالرغم من تضارب أرقام البطالة بين جهات حكومية ومراقبون، إلا أنها -أياً كانت نسبتها- أفرزت لدى السعوديين محاولات للخروج من إرهاصات وضغوط البطالة إلى التكسب الحلال حتى وإن كان ذلك على حساب شباب يملكون شعوراً مرهفاً وحساً كبيراً ويسمون أنفسهم شعراء، يعرضون في إعلانات منشورة خدماتهم في كتابة قصائد فرح، وأخرى حزينة، مقابل دراهم معدودة. وفيما لا يعرف ما إذا كان الدافع مادياً بسبب الحاجة الماسة أو مجرد التكسب لدى الغالبية من هؤلاء الشعراء، إلا أن الشباب العاطلين عن العمل ممن يملكون موهبة كتابة الشعر وجدوها طريقة لكسر أغلال البطالة، والكسب من خلال بيع تلك القصائد التي يحتاجها بعض أفراد المجتمع من الميسورين في مناسباتهم المختلفة، وربما كانت المفارقة أن قصائد من يكاد يحصل على قوته اليومي تكون حاجة ملحة لمن يملكون المال وتكون القصيدة بالنسبة لهم ترفاً وليس وجعاً. أحد الذين نشروا إعلانات يعرض القصائد لمن يحتاجها قال في اتصال معه إنه مجرد وسيط بين الجمهور وبين الشاعر، مشيراً إلى أنه متقاعد وراتبه 1800ريال، وأنه يحصل على 25% فقط من قيمة القصيدة التي تذهب قيمتها للشاعر. وأشار إلى أن الحاجة المادية هي الدافع الأساسي لعرض القصائد للبيع وكتابة القصائد حسب طلب الجمهور، مؤكداً أن ذلك يتمثل في صورة من صور استغلال موهبة لتحسين الوضع المادي للشاعر. وأكد أنه وكذلك الشاعر لو كانا ميسوري الحال لما اضطرا لعرض بيع ما أسماه مشاعر وأحاسيس شاعر لا تقدر بثمن في أحيان كثيرة على حد تعبيره، وشدد على أن عرض كتابة القصائد بناء على احتياجات الناس وأغراضهم هو مؤلم للشاعر، لكن الحاجة الى تحسين الدخل أشد ألماً حسب ما قال.