واقفٌ حول نافذة طيّبةْ بين حين وآخر أشعل سيجارة الوقت ألقي بآخرها من فم النافذة مرةً قلتُ: كيف تسقط أعقاب وقتي؟ هل تُراها تشوه قارعة الصمت؟ أم عقاربه الزرق ترهق أمن الرصيف؟ تدلى فضولي على نهد نافذتي الطيبة لأرى كل شيء يمور على رأسه في السكون لا حياة تنادي ولا موت يحيا هناك السكون ولا شيء آخر غير السكون .. .. قام في كبدي واعظٌ قال بعد الثناء على كل شيء عدا ..... نا: «كيف تجرؤ أن تذكر النهد في حضرة الموت، كيف تفسد كون السكون العظيم بوحش الحياة؟» ثم أغلق منبره ، ورمى «الميكرفون» إلى لجة في السكون، وتطاول حتى رأيت سرابا يخبئه في يديه. ثم غام وغام وغاب الظلام، وأنا واقف غارق في السكون. السكون الذي فرّ من صمته آهتان: آهةٌ من كفيف المعرة مكسورة الظهر ثم صوت «البليهي» يكسر أغلال ناقته في الحجون. .. اهدموا لذة الماء بل فرقوا نهر كل القوافي فقد حزم الناس أحرفهم واستقلوا سفينة آمالهم نحو أعماقهم صمتوا في سكونِ يعربد فوق العقول. ربما تسترد المآذنُ أحلامها يقوم الألبّاء من نومها يمصون في غلس الضحك أصواتهم يضربون الصخور بآهاتهم فتفز إلى شهوة الماء كل العيون.