أشاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب برجل الأعمال مدير شركة «أكسون» ريكس تيليرسون وقدرته على إنجاز «صفقات كبيرة»، في وقت أثار رصيد الرجل وعلاقته مع روسيا الجدل حول ترشيحه المنتظر لوزارة الخارجية هذا الأسبوع. وقال خبراء ل «الحياة» إن انتقاء تيليرسون تحديداً يهدف إلى «تأسيس شراكة مع روسيا» من دون حصر رصيده بذلك ضرورة، إضافة إلى توصيتين بتعيينه من وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس. (راجع ص7) وعلى رغم إعلان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن روسيا تعمدت إطلاق هجمات إلكترونية خلال الانتخابات الرئاسية لمساعدة ترامب، نفى الرئيس الأميركي المنتخب الأمر، ووصف استنتاجات «سي آي أي» ب «سخيفة». تزامن ذلك مع توقيع «بوينغ» في طهران أمس، صفقة بنحو 17 بليون دولار لبيعها 80 طائرة لنقل ركاب، ما أثار تساؤلات حول مصير عقوبات أقرها الكونغرس. وفي مقابلة مع «فوكس نيوز» أمس، أشار ترامب إلى عدم تصديقه استنتاجات «سي آي أي» حول هجمات إلكترونية مصدرها روسيا، وقال: «أعتقد أنه أمر سخيف. إنها ذريعة جديدة لا أصدقها». وأضاف: «لا يعرفون إذا كانت روسيا أو الصين أو أي جهة أخرى»، قامت بقرصنة مواقع إلكترونية للديموقراطيين خلال حملة الانتخابات الرئاسية. وزاد: «ربما يكون شخص في سريره في مكان ما. لا يعرفون شيئاً بعد». وفي مقابل تراخيه مع روسيا، صعّد ترامب لهجته مع الصين وشكك في إمكان مواصلة الولاياتالمتحدة تبني «سياسة الصين الواحدة» التي وضعها ريتشارد نيكسون في العام 1979 عبر عدم الانفتاح على تايوان. وقال ترامب الذي خرج عن المألوف بإجرائه منذ أيام مكالمة هاتفية مع الرئيسة التايوانية تساي إنغ - وين، إن على بكين تقديم تنازلات في قضايا كالتجارة وغيرها. وأضاف في حديثه ل «فوكس نيوز»: «لا أعلم لماذا علينا أن نتقيد بسياسة الصين الواحدة إلا في حال أبرمنا اتفاقاً مع الصين يتعلق بقضايا أخرى، من بينها التجارة». ودافع ترامب عن خياره لوزارة الخارجية، وقال إن تيليرسون «رجل أعمال يعرف اللاعبين وقادر على إنجاز صفقات كبيرة مثلما فعل مع روسيا» في العام 2011 وصفقة «أكسون» النفطية مع «روسنفت» الروسية التي وقِعت في منزل بوتين في سوتشي، وبلغت قيمتها 300 بليون دولار، إنما تمت عرقلتها بسبب العقوبات بعد ضم روسيا للقرم. ووصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» تيليرسون بأنه الشخصية الأميركية صاحبة الوقت الأطول في التفاوض مع بوتين، فيما صرح الخبير في معهد «بروكينغز» توماس رايت ل «الحياة» بأن ترشيح رجل الأعمال من قبل ترامب يُعدّ سعياً «لتعزيز الشراكة مع روسيا». إلا أن صحيفة «بوليتيكو» كشفت أن رايس وغيتس أوصيا بتعيينه، وهما من الوجوه البراغماتية والأكثر خبرة في صنع السياسة الخارجية. وعمل تيليرسون أيضاً مديراً لشركة «أكسون» في اليمن في التسعينات وتربطه علاقة جيدة أيضاً بإقليم كردستان في العراق. ورأى رايت أن على تيليرسون طمأنة أوروبا حيال التزامات واشنطن في حلف الشمال الأطلسي (ناتو). وكان تيليرسون دعا إلى رفع العقوبات عن روسيا، إذ أنه يعارض سياسة العقوبات إجمالاً. وقال لبوتين في العام 2012 إن «لا شيء يقوي العلاقة بين الدول أفضل من الأعمال والمشاريع الحرة». ومُنح ميدالية الصداقة مع روسيا في ذلك العام. وقال السناتور الجمهوري جون ماكين: «لا أعرف ما هي علاقة تيليرسون ببوتين إنما هي مصدر قلق لدي». أما اللجنة الحزبية للديموقراطيين فرأت في تعيينه «انتصاراً لفلاديمير بوتين» بعد تقرير الاستخبارات. وقال السناتور بن كاردين في هذا الصدد: «سواء كان الهجوم بطائرة ميغ أو بفأرة الكومبيوتر فهو يتطلب الرد، ومن الواضح أن روسيا مسؤولة عن ذلك». وسيحتاج تيليرسون إلى مصادقة الكونغرس لتعيينه.