شهدت الساعات الأخيرة تطورات ساخنة في الساحة الأميركية، بعدما هاجم فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، إثر تسريب صحيفة «واشنطن بوست» خبراً عن كشف تقويم سري نفذته الوكالة، بأمر من الرئيس المنتهية ولاية باراك أوباما، في شأن عمليات قرصنة واكبت الانتخابات الرئاسية، أن روسيا تدخلت في الانتخابات لمساعدته في الفوز. وسرّبت «واشنطن بوست» أن «التقرير السري الذي عرضته سي آي أي على الكونغرس استنتج أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأميركية لمساعدة حظوظ ترامب في الفوز، وليس لضرب صدقية النظام الأميركي»، وهو أول اتهام توجهه «سي آي أي» لروسيا بالعمل لمصلحة ترامب. وتابعت الصحيفة أن «وكالات الاستخبارات حددت الأفراد المرتبطين بالحكومة الروسية الذين أعطوا موقع «ويكيليكس» آلاف الوثائق التي جرى الاستيلاء عليها بعد اختراق بريد اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي ورئيس حملة ترشح هيلاري كلينتون، جون بودستا. كما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أن روسيا اخترقت أيضاً بريد اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، «لكن لم يجر تسريب هذه الرسائل لعدم إيذاء ترامب». وفي بيان مقتضب، رد الفريق الانتقالي لترامب على تقرير «سي آي أي» قائلاً: «إنهم الأشخاص نفسهم الذين قالوا إن صدام حسين امتلك أسلحة دمار شامل». وأضاف: انتهت «الانتخابات منذ فترة طويلة بأحد أكبر الانتصارات في تاريخ المجمع الانتخابي، وحان الوقت للمضي قدماً وجعل أميركا عظيمة مجدداً». وتهدد إشارة الفريق الانتقالي إلى الخطأ الاستخباراتي «الأكثر إذلالاً» في تاريخ «سي آي أي» حول حكم صدام حسين في العراق، بإلقاء ظلال على العلاقات بين إدارة ترامب و «سي آي أي» بعد توليه الرئاسة في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، ويعكس مدى التشنج بين الوكالات الحكومية الأميركية. وكان ترامب شدد مرات على عدم وجود أدلة تشير إلى أن الرئيس الروسي بوتين، الذي كان تعهد تحسين العلاقات بين الدولتين، لعب دوراً في الانتخابات الأميركية. وهو عيّن في إدارته مايك فلين المقرب من روسيا مستشاره للأمن القومي. ترافق ذلك مع تصدر اسم مدير شركة «إكسون موبيل» العملاقة للنفط، ركس تيليرسون لائحة المرشحين لمنصب وزير الخارجية، وهو من رجال الأعمال الأميركيين الذين فاوضوا بوتين وتعاملوا معه لعقود، ووقع معه عام 2011 عقداً نفطياً بقيمة 500 بليون دولار، لكنه توقف بسبب العقوبات على موسكو. ونقلت قناة «إن بي سي» الأميركية مساء أمس عن مصدرين في حملة ترامب انه يتوقع اختيار تيليرسون وزيراً للخارجية. ويعارض تيليرسون، وهو من الجمهوريين التقليديين من ولاية تكساس، مبدأ العقوبات على الدول. وأوصى به وزير الدفاع السابق روبرت غيتس ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس. وجرى استبعاد اسم الرئيس السابق لبلدية نيويورك رودي جولياني من لائحة المرشحين لمنصب وزير الخارجية والتي باتت تضم إلى تيليرسون، المرشح الجمهوري للرئاسة عام 2012 ميت رومني، والسفير الأميركي السابق لدى الأممالمتحدة جون بولتون، والسناتور عن ولاية تينيسي بوب كوركر، والأميرال المتقاعد جيمس ستافريديس. وفي خطاب ألقاه أمام المشاركين في «حوار المنامة» حول الأمن الإقليمي في عاصمة البحرين، قال الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بترايوس الذي يتداول اسمه أيضاً كأحد المرشحين المحتملين لتولي منصب وزير الخارجية أن الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الست الكبرى في تموز (يوليو) 2015 «يحتوي عناصر سلبية مهمة نرى أنها مصدر قلق بينها إمكان استمراره بين 10 و15 سنة، وحصول إيران على بلايين الدولارات من أموالها المجمدة». لكن بترايوس لفت إلى «عناصر إيجابية في الاتفاق تشمل خصوصاً كبح سعي طهران إلى الحصول على سلاح نووي، علماً أن ترامب وعد خلال حملته الانتخابية ب «تمزيق» الاتفاق النووي مع إيران، ووصفه بأنه «أسوأ اتفاق جرى التفاوض عليه».