تتقاسم إيران والولايات المتحدة «الحشد الشعبي»، ففي حين يشرف خبراء إيرانيون على تدريب معظم عناصره، يتولى ضباط أميركيون من الوحدات الخاصة تدريب شباب من العشائر لزجهم في ما بعد في «الحشد» الذي أشاد به أمس مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وأوصى بالمحافظة عليه لأنه: «ثروة عظيمة وكنز كبير اليوم وفي الغد». (للمزيد) وقال قائد العمليات في نينوى نجم الجبوري ل «الحياة»، إن المعسكر الذي تديره الوحدات الأميركية في معسكر مخمور (نشرت صوره وكالة رويترز) يخضع لخبراء أميركيين وعراقيين يدربون متطوعين من عشائر المحافظة سيتم ضمهم إلى الحشد الشعبي، والمشرف على هذا المعسكر هو نائب قائد العمليات اللواء كريم الشويلي». ونفى النائب عن «دولة القانون»، في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية إسكندر وتوت أن تكون القوات في مخمور تابعة لمحافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، وعلاقتها بالحشد الشعبي». وفي العراق يوجد حوالى 6 آلاف عسكري أميركي يقدمون دعماً استخبارياً ولوجستياً للقوات العراقية، فيما توفر الطائرات غطاء جوياً لمعاركها ضد «داعش»، فيما تتجنب توفير هذا الغطاء ل «الحشد». وقبل أيام أعلن نائب قائد هذه القوات أبو مهدي المهندس في تسجيل مصور أن قاذفات التحالف الدولي استهدفت اجتماعاً لقادة «الحشد» في مطار تلعفر العسكري، غرب الأنبار. في طهران، قال خامنئي، خلال استقباله رئيس «التحالف الوطني» الشيعي عمار الحكيم، إن «وصية الثورة الإسلامية هي عدم الثقة بالولايات المتحدة فنحن في الجمهورية الإسلامية عندما نراعي هذه الوصية نربح، وعندما ننساها يلحقنا الضرر»، معرباً عن اعتقاده بأن الإدارة الأميركية «لا تريد هزيمة الإرهابيين في الموصل أو في سورية في شكل كامل». وأضاف أن «واشنطن تعلم أن داعش يبيع النفط. وكانوا (الأميركيون) يتفرجون على حركة أرتال الناقلات فقط ولم يستهدفوها، لذلك لا ينبغي الثقة بهم». وأعرب عن سعادته لتشكيل تحالف بين المجموعات الشيعية في العراق، فهذه «خطوة مهمة تصب في مصلحة وحدة الشعب»، داعياً إلى «الحفاظ على أسس هذه الوحدة وتعزيزها وامتلاك النظرة الأبوية والصدر الرحب تجاه جميع التيارات والمذاهب المختلفة». واعتبر مهمة الحكيم و «الأعضاء المؤثرين وكل التيارات داخل التحالف الوطني الشيعي عظيمة، وأي قرار (يتخذه) سيكون مؤثراً في العراق والمنطقة والإسلام، وتحقيق الأهداف القيمة للتحالف ممكن عبر الحفاظ على الوحدة ويجب الانتباه جيداً إلى استمرار هذا الأمر». ورأى أن إحدى مهام «التحالف دعم الحكومات المستقرة في العراق»، معرباً عن سعادته «للإجراءات الإيجابية التي اتخذها رئيس الحكومة حيدر العبادي في ما يتعلق بقوات الحشد الشعبي التي تعتبر ثروة عظيمة وكنزاً كبيراً اليوم وفي الغد وينبغي دعمه وتعزيزه». من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لوزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الذي يزور بغداد أن «النصر على داعش أصبح قريباً»، موضحاً في بيان عقب لقائهما، أن «المعركة تسير بانسيابية وموعد النصر بات قريباً». ونقل البيان عن كارتر إشادته ب «مهنية وشجاعة القوات العراقية من جيش وشرطة وحشد». ميدانياً، أعلن «فريق الإعلام الحربي» في هيئة «الحشد الشعبي» في بيان أمس، أن «قوات الحشد بدأت عملية كبرى انطلاقاً من جنوب المحور الجنوبي وشماله من جهة ناحية تل عبطة باتجاه الغرب ومن المحور الشمالي من جهة مطار تلعفر، غرب الموصل». وقال مصدر أمني إن «طائرات التحالف الدولي قصفت للمرة الثانية آخر الجسور الخمسة الذي يعرف بالجسر القديم، ويفصل جانبي الموصل في شكل كلي».