دخلت قوات الجيش العراقي أمس الثلاثاء مدينة الموصل من الجهة الجنوبيةالشرقية بعد أسبوعين على بدء هجومها على المدينة الواقعة في شمال البلاد والتي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي منذ أكثر من عامين. مولود أوغلو: معسكر «بعشيقة» خلق توترًا لا معنى له بين تركياوالعراق الإعلام الحربي العراقي: طائرات إف 16 تقتل 67 متشددًا بتجمع لهم في فندق بالموصل العبادي: أي اجتياح عسكري تركي للأراضي العراقية سيؤدي إلى تفكيك تركيا قائد الحشد الشعبي العراقي: سنحرر تلعفر بعد فصلها عن الموصل ونسعى لمصالحة مجتمعية بين مكوناتها التحالف يمنع داعش من استخدام 25 ألف عراقي دروعًا بشرية. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة لمعركة الموصل في بيان أن القوات العراقية تمكنت من «الدخول الى منطقة جديدة ضمن الساحل الأيسر لمدينة الموصل، ضمن المحور الجنوبي الشرقي». وجاء هذا الحدث بعد إعلان قادة جهاز مكافحة الارهاب استعادة السيطرة بشكل كامل على بلدة قوقجلي ومحطة تلفزيون الموصل الواقعتين على أطراف مدينة الموصل من الجهة الشرقية. وقال الفريق عبدالوهاب الساعدي من جهاز مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس «أنهينا تطهير بلدة قوقجلي وسيطرنا على مبنى محطة تلفزيون الموصل والتقدم مستمر». وكان رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق أول ركن طالب شغاتي أعلن في وقت سابق بدء «التحرير الفعلي» لمدينة الموصل. وصرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء الاثنين لتلفزيون «العراقية» الرسمي الخطة هي أن «نغلق على داعش من كل مكان»، مضيفا «ليس لهم مخرج أو مفر. يموتون أو يستسلمون». وكان الساعدي قال في وقت سابق لفرانس برس ان الخطوة التالية بعد قوقجلي «ستكون باتجاه منطقتي الزهراء والكرامة من الناحية الشرقية للموصل». ويعتبر «فوج الموصل» من جهاز مكافحة الارهاب الذي يقاتل لشق طريقه إلى المدينة، ان استعادة الموصل مسألة شرف. ومن المحورين الشرقي والشمالي، استعادت قوات البشمركة الكردية خلال الايام الماضية السيطرة على عدد من القرى من الجهاديين وثبتت دفاعاتها. وكان واضحا منذ بداية الهجوم على الموصل في 17 اكتوبر، ان القوات الحكومية وحدها ستدخل الموصل، بينما تتوقف القوات الاخرى وبينها الكردية خارج المدينة. إلى جنوبالمدينة، تواصل قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع مدعومة بمدفعية التحالف الدولي التقدم في اتجاه الشمال. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت الثلاثاء ان «قواته تضيق الخناق على الارهابيين في ناحية حمام العليل استعدادا لعملية استعادتها». وتبعد منطقة حمام العليل 18 كليومترا عن وسط مدينة الموصل. وفتحت فصائل الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة وأبناء عشائر سنية وتتلقى دعما من إيران، جبهة جديدة من جهة المحور الغربي وتدخل عملياتها يومها الرابع. وفي تركيا، أعلن مسؤولون عسكريون ان قافلة عسكرية تركية تضم حوالى ثلاثين آلية تنقل خصوصا دبابات وقطعا مدفعية في طريقها الى منطقة قريبة من الحدود العراقية. وقال وزير الدفاع التركي ان الخطوة تأتي بسبب «التطورات الاقليمية المهمة». وترغب تركيا في المشاركة في الهجوم ضد مدينة الموصل، مشيرة الى انها تخشى حدوث مواجهات مذهبية في مدينة تلعفر غرب الموصل، التي تحاول قوات الحشد الشعبي الشيعية السيطرة عليها. ويقدر الامريكيون وجود بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف ارهابي في منطقة الموصل التي اعلن منها زعيم التنظيم في يونيو 2014 اقامة دولة «الخلافة» انطلاقا من الاراضي التي سيطر عليها في سورياوالعراق، لكنه عاد وخسر مساحات واسعة منها منذ ذلك الوقت. ويتوقع مع إحكام القوات العراقية حصارها على الموصل، أن تعمد الى فتح ممرات آمنة لأكثر من مليون مدني عالقين في المدينة قبل اقتحامها. من جهته، حذر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي الثلاثاء من أن أي اجتياح عسكري تركي للأراضي العراقية سيؤدي الى تفكيك تركيا. وقال العبادي للصحفيين في بغداد «لا نريد الحرب والمواجهة مع تركيا واذا صارت فان الاتراك سيدفعون الثمن باهظا». واضاف العبادي «إن القوات التركية اذا دخلت المعركة حاليا مع داعش سنتعامل معها كعدو». وقال العبادي «إن خطر التدخل التركي لازال موجودا ونخشى من الخطوة المتهورة». بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو الثلاثاء، إنّ معسكر بعشيقة الذي تتواجد فيه قوات تركية شمالي العراق، «خلق توترًا لا معنى له بين الدولتين، وأنّ بلاده مستمرة في بذل المساعي الدبلوماسية لإزالة هذا التوتر». وقالت وكالة الاناضول التركية للأنباء إن تصريحات شاوش أوغلو، جاءت خلال مؤتمر صحفي عقب جولته في مدرسة وقاعدة عسكرية تركيتين بالعاصمة القطرية الدوحة التي يزورها ليوم واحد. وأشار أوغلو إلى أن وفدًا تركيًا «قام بزيارة إلى بغداد الأسبوع الفائت للتباحث مع المسؤولين العراقيين حول كيفية إنهاء الأزمة الحاصلة بينهما، وأنّ بلاده تنتظر قدوم وفد عراقي مماثل إلى أنقرة خلال الأيام المقبلة للغرض نفسه». وفي وقت سابق كانت المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني أعلنت، مستشهدة بتقارير من ميدان القتال، أن ضربات التحالف الدولي منعت تنظيم «داعش» من استخدام 25 ألف مدني كدروع بشرية في الموصل. فيما تلقت الأممالمتحدة المزيد من التقارير عن عمليات قتل جماعي نفذها داعش حول الموصل، مشيرة إلى مقتل 40 من أفراد قوات الأمن العراق السابقين وإلقاء جثثهم في نهر دجلة السبت الماضي. المزيد من الصور :