وقعت شركة «بوينغ» الأميركية لصناعة الطائرات في طهران أمس، صفقة مع «الخطوط الجوية الإيرانية» لبيعها 80 طائرة مدنية، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ قيام «الجمهورية الإسلامية» عام 1980. وقال فرهاد برورش المدير العام ل «الخطوط الإيرانية» إن مدة العقد 10 سنوات على أن يتم تسليم أول طائرة اعتباراً من بداية العام 2018، ويشمل 50 طائرة من طراز «بوينغ 737» و30 من طراز «بوينغ 777». يأتي ذلك بعد توقيع إيران الشهر الماضي، عقداً مماثلاً مع شركة «آرباص» لشراء 110 طائرات، في حين أكدت فخرية كاشان وكيلة وزارة النقل الإيرانية في حزيران (يونيو) الماضي، اكتمال الإجراءات المالية لشراء 77 طائرة من شركة «بوينغ» بطريقة «ليسينغ» (الإيجار الطويل الأمد). وصرح المدير الإقليمي في شركة «بوينغ» فليتشر باركدول الذي شارك في التوقيع على الصفقة، أن قيمتها تبلغ 16 بليوناً و600 مليون دولار، مشيراً إلى أن شركته وضعت الصيغة النهائية لصفقة بيع 80 طائرة بعد الموافقة عليها من جانب الإدارة الأميركية. وأشار باركدول إلى أن صفقة شراء الطائرات وقعت بالأحرف الأولى في 19 حزيران (يونيو) الماضي، وأبرمت الصيغة النهائية للوثيقة أمس، معرباً عن ارتياحه وسروره لتعاون «بوينغ» مع إيران من جديد بعد توقفه منذ قيام الثورة. تجاوز العقوبات واللافت أن توقيع الصفقة أتى على رغم إقرار مجلس النواب الأميركي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مشروع قانون يهدف إلى منع بيع طائرات تجارية إلى إيران، وذلك من خلال حظر إصدار الخزانة الأميركية التراخيص التي تحتاجها المصارف الأميركية لتمويل بيع الطائرات. ويبذل الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس مساعي مناهضة للاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي بين إيرانوالولاياتالمتحدة والقوى العالمية الأخرى وتقرر على أساسه تخفيف العقوبات عن طهران. إلا أن مصادر ديبلوماسية في طهران أبلغت «الحياة» أن توقيع الصفقة يعكس رغبة الإدارة الأميركية في تمريرها على رغم قرار الكونغرس منع إبرام صفقة «بوينغ» وهو ما «ينسجم مع ضغط الشركة لعقد الصفقة بعدما سمحت وزارة الخزانة الأميركية لشركة آرباص الأوروبية ببيع إيران طائرات»، نظراً إلى وجود قطع غيار أميركية في الطائرات الأوروبية. وقللت المصادر ذاتها من أهمية تمديد الكونغرس العقوبات أخيراً على إيران، معتبرة الخطوة «صمام أمان» للإدارة الأميركية يمكن استغلالها في حال تخلي طهران عن التزامها في شأن برنامجها النووي كما ورد في الاتفاق الموقع حول هذا البرنامج. ويعتقد مراقبون أن «بوينغ» ما كانت لتمضي قدماً في التوقيع «لولا ضمانات أميركية»، ذلك أن «التراجع عن تنفيذ الصفقة لا يضر بمصداقيتها فحسب، بل يكبدها خسائر مادية نتيجة مواد جزائية في العقد تلحظ تعويضات». في غضون ذلك، رأى وزير النقل الإيراني عباس أخوندي أن «هذا اليوم تاريخي بالنسبة لمجال النقل الجوي الإيراني وقبل ذلك للأمن الإيراني والمنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة «تتحقق بعد 41 سنة من القطيعة بين شركة بوينغ والخطوط الجوية الإيرانية، ما يعطي رسالة واضحة للعالم أن إيران أثبتت أنها تسعى للسلام والاستقرار والأمن وتعزيز العلاقات الإنسانية على قاعدة رابح رابح، على رغم الدعاية السلبية». ورأى أن التوقيع على هذه الصفقة يدفع بكل الأطراف المعنية إلى الحفاظ على الإنجازات التي حققها الاتفاق النووي على رغم وجود العديد من المشاكل التي تقف دون تحقيق ذلك، داعياً الفاعليات الاقتصادية في الولاياتالمتحدة إلى الضغط على الإدارة الأميركية الجديدة لتخطو في اتجاه تعزيز حال السلام مع إيران بعد التزاماتها في تنفيذ الاتفاق النووي». وأمل الوزير بالتوقيع في القريب العاجل على العقد النهائي لصفقة طائرات «آرباص» لشراء 100 طائرة و20 طائرة أخرى من طراز «أتر» لترميم الأسطول الجوي لإيران.